تحتضن حديقة الخزان في دبي عملاً فنياً مبتكراً، ضمن استراتيجية دبي للأماكن العامة، يقف الزائر أمامه مدهوشاً بجمال الخط العربي والأحرف المتداخلة، وتتناثر منه الأحرف في شكل فني إبداعي رائع، خرج من كل الصناديق المعتادة، ليكون فريداً من نوعه ومضمونه.
وتم اختيار منح المشروع إلى المهندسة المعمارية والمصممة ندى سلمانبور المقيمة في دبي منذ سنوات عديدة، بعد مسابقة الدعوة المفتوحة خلال بينالي الخط 2023، لتعكس في هذا العمل الفني، التزام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» المستمر بالاحتفاء بفن الخط، وإثراء المشهد الإبداعي في الإمارة، عبر نشر الفن في الأماكن العامة.
صديقة للبيئة
يقع العمل الفني أو المنحوتة في حديقة الخزان في منطقة الصفا في بر دبي، التي تعد أول حديقة مستدامة في الإمارة، تستخدم الطاقة الشمسية بنسبة 100 %، تغطيها المسطحات الخضراء من نخيل وزهور متنوعة وأشجار وشجيرات على مساحة 18 ألف متر مربع، وتتميز بمرافقها الصديقة للبيئة ولأصحاب الهمم، وتم إنشاء الحديقة في أواخر 1980، حيث أصبح خزان المياه الموجود فيها البالغ ارتفاعه 40 متراً، رمزاً يميزها عن غيرها من المرافق والحدائق العامة.
حرص
وأكدت الفنانة ندى سلمانبور لـ «البيان»، أنها حرصت على استخدام الأحرف العربية الشهيرة في فن الخط العربي، إذ يمكن قراءة الأحرف من قبل الأشخاص الذين لا يتحدثون العربية، ويستخدمون نفس الأحرف في لغاتهم، مشيرة إلى أنها لم تعمد إلى تحديد عبارات أو جمل بعينها، تاركة المجال للأحرف العربية أن تعبر عن نفسها، وكي يقرأها كل شخص بالطريقة التي يفضلها ويريد التعبير عنها، موضحة أن المنحوتة ستعطي انطباعاً مختلفاً لكل من يراها.
وأكدت أن المنحوتة تجسد الجمل غير المقولة، وغير المكتوبة، والإبداعات التي لا تزال غير معلنة، والروايات التي لم تولد بعد، والرسائل غير المكتوبة، والموجودة في عالم الإمكانات الواسع.
أفكار ومشاعر
وأوضحت أن العمل يعتبر تكريماً لفن الخط والتعبير العميق له، إذ إنها وجدت في الكلمة المكتوبة إمكانية هائلة لتحويل الأفكار إلى مشاعر واضحة، ووسيلة فعالة في التطور الطبيعي، مضيفة: «الحرف يدل على ثقافتنا ومن نحن، ويعرض الأفكار المتنوعة، بالإضافة إلى القوة المطلقة التي يمتلكها الحرف، والتي تجعلنا نعبّر عما بداخلنا بطريقة تسهم في استمرارية نمو نسيجنا الثقافي».
وعملت سلمانبور على تصميم تلك المنحوتة ما يقارب الشهرين، ثم تعاونت مع خبراء في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد لتنفيذه بالشكل المطلوب، وبطريقة مستدامة، تتناسب مع طبيعة المكان، ورؤية الإمارة في هذا المجال، وقالت: «أطمح أن تنال القطعة إعجاب الجمهور، من خلال إثارة الفضول، وتشجيعهم على الدخول في رحلة فكرية استكشافية».