أكد وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته، أنتوني بلينكن، استحالة تنفيذ خطة الرئيس المنتخب دونالد ترامب للاستيلاء على غرينلاند، داعيًا إلى عدم إضاعة الوقت في نقاشات حول هذه الفكرة.
وقال بلينكن: "الفكرة المتعلقة بغرينلاند ليست فكرة جيدة، والأهم من ذلك أنها لن تتحقق. لذلك، من الأفضل ألا نستنزف وقتنا في الحديث عنها".
في المقابل، أعاد ترامب، الذي من المقرر أن يتولى منصبه في 20 يناير، التعبير عن اهتمامه بالسيطرة على غرينلاند، حتى أنه لم يستبعد استخدام القوة لتحقيق ذلك. وصرح خلال مؤتمر صحفي في فلوريدا بأن الاستحواذ على الجزيرة ضروري "لأسباب اقتصادية وأمنية".
من جهته، استبعد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو احتمال قيام الولايات المتحدة بأي عمل عسكري ضد الدنمارك، الحليفة في حلف شمال الأطلسي. لكنه حذر من أن العالم قد يشهد حقبة جديدة تتسم بـ"عودة قانون الأقوى".
وقال بارو: "لا نعتقد أن الولايات المتحدة ستغزو غرينلاند، لكننا ندخل مرحلة تشهد تصاعد التنافس الدولي".
تُعد غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم وتتمتع بحكم ذاتي تحت سيادة الدنمارك، منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة. فهي تمثل موقعًا رئيسيًا للنظام الأمريكي للإنذار المبكر من الصواريخ الباليستية، كما أنها غنية بالموارد الطبيعية والمعادن الحيوية.
وفي حين أشار مستشار الأمن القومي المقترح من ترامب، مايك والتز، إلى أهمية غرينلاند للأمن القومي الأمريكي، أكد رئيس وزراء الجزيرة، موتي إيجيدي، أن الجزيرة ليست للبيع، داعيًا إلى الاستقلال في خطابه بمناسبة العام الجديد.
يبدو أن ترامب ينوي انتهاج سياسة خارجية أكثر صرامة تجاه القطب الشمالي، حيث تشهد المنطقة تنافسًا متزايدًا مع روسيا والصين. ومع ذلك، تؤكد تصريحات بلينكن وحلفاء أوروبيين على أهمية العمل الجماعي وتعزيز التحالفات لمواجهة التحديات الدولية.
غرينلاند، التي كانت مستعمرة دنماركية حتى عام 1953، تستمر في رفض مقترحات ترامب، فيما تؤكد الدنمارك أن استقلال الجزيرة ممكن فقط إذا اختار سكانها ذلك، لكن انضمامها كولاية أمريكية يظل أمرًا غير مرجح.