من مخيم الزعتري للاجئين السوريين يقف قاسم اللباد حائراً بين البقاء في هذا المخيم أو العودة إلى محافظة درعا في سوريا، قاسم الذي له تسعة أولاد في عمر الدراسة يرى أنّ العودة هي خيار لا مهرب منه ولكن ليس بهذه السرعة، فهي تحتاج إلى ترتيبات.
يقول اللباد الذي يقطن في المخيم منذ عام 2013 «يوجد لدي منزل في درعا ولكنه يحتاج إلى صيانة كبيرة، أفكر بالعودة ولكن أنتظر أن تتضح الصورة هنالك، وتوفر فرصة العمل وتوفر الخدمات الأساسية من تعليم وصحة، ولهذا سننتظر إلى حين تحقيق الاستقرار».
ويستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة السورية في 2011، بينهم أكثر من 628 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية، وذلك حتى نهاية يونيو الماضي.
توقعات
وتوقع رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات في أنّ أعداد اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم من الأردن سوف تزداد، كون الهواجس التي كانت لديهم طيلة هذه الفترة جميعها زال خطرها، باستثناء من أقام مصالح اقتصادية ناجحة جزء منهم لن يعود على الأغلب بسبب الاستقرار والمصلحة التي تحققت.
وأشار شنيكات بأن عودة اللاجئين هي مصلحة عليا للأردن وكذلك تمثل لسوريا في ذات الوقت مصلحة عليا، وأصبح هنالك فرصة مواتية للعودة والاستقرار ببلدهم، بالتزامن مع تراجع الدعم الدولي لهذا الملف، فالعودة ستعمل على تخفيف الأعباء المترتبة على الأردن المتمثلة بالضغط على البنية التحتية، والخدمات وغيرها، وكان استقبالهم في السابق يعود إلى اعتبارات إنسانية فرضتها ظروف الحرب وويلاتها.
في المقابل، وجهت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في الأردن، رسالة للاجئين السوريين بعدم العودة إلى بلادهم في الوقت الراهن، بسبب عدم استقرار الأوضاع هناك..فيما أشار المدير السابق لمركز دراسات اللاجئيـن والنازحين والهجرة القسريـّة جامعة اليرموك، د. فواز المومني إلى أنّ أعداد العائدين من اللاجئين السوريين سوف تزداد بالتدريج، حيث من أهم معيقات العودة سابقاً هو الجانب الأمني.