Al Bayan

هل تخلى «حزب الله» عن «وحدة الساحات»؟

مبانٍ متضررة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

بدت تداعيات الضربات الإسرائيلية التي أربكت «حزب الله» واضحة مع تلميح الحزب لأول مرة عن فك الارتباط مع غزة، حيث لم يعد الحزب يشترط تنفيذ هدنة غزة لوقف إطلاق النار في لبنان، ليثار التساؤل إن كان الحزب قد تخلى عن القطاع وعما يعرف بـ«وحدة الساحات».

بعد عام من تبادل القصف مع إسرائيل بعنوان «إسناد جبهة غزة»، وما تبعها من ضربات أبرزها اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يعلن نائبه نعيم قاسم، تأييد مبادرة وقف إطلاق النار، دون الحديث عن غزة، ولطالما أكد «حزب الله» أنه لن يقبل بأي وقف لإطلاق النار، ما لم تكن هناك هدنة في غزة؟

الولايات المتحدة، اعتبرت حديث نعيم قاسم دليلاً على أن «حزب الله» بات في موقف دفاعي، لكن إسرائيل اعتبرت أنّ «الحديث لا يدور عن استسلام، ولكنه تغيير عن الخط المعتاد».

ويؤكد محللون أن أخطار اتساع المواجهات وتفجر حرب واسعة وحدها كافية لإبراز الدقة الاستثنائية للمرحلة الشديدة الخطورة التي يعبرها لبنان، فهل بدأ الحزب في رؤية ثانية بعد اغتيال نصر الله، وهل هناك بداية لفك ارتباط «حزب الله» بالحاصل في غزة، بخلاف الخط الذي قاده أمينه العام المغتال. علماً أن الحزب بدأ إطلاق النار على إسرائيل في 8 أكتوبر من العام الماضي لإظهار التضامن مع حركة «حماس»، التي شنت هجوماً على إسرائيل من غزة في اليوم السابع من أكتوبر.

اكتفى «حزب الله» بتفويض رئيس البرلمان نبيه بري لقيادة مساعي وقف إطلاق النار، وتثبيت تطبيق لبنان للقرار الدولي 1701، لكن بري أكد في تصريحات أن تفويض «حزب الله» لي ليس جديداً ولا يغير شيئاً، في وقت يرى محللون أن وقف إطلاق النار غير مجد؛ نظراً لأن إسرائيل أصبح لديها «اليد العليا»، أما دعوة «حزب الله» فقد جاءت لمجرد «رفع المسؤولية عنه».


ولا شك أن مفهوم «وحدة الساحات» من طهران إلى غزة مروراً بسوريا ولبنان واليمن يواجه عقبات كبيرة، ويترنح تحت وطأة الحقائق الميدانية، كما أن ضبابية المشهد كانت عاملاً مساعداً لإسرائيل من أجل السعي الحثيث لمخططها المتعلق بتفكيك وحدة الساحات، حيث تعمل على شل قدرات «حماس» العسكرية، وتحييد «حزب الله».