من بوابة التصعيد الإسرائيلي النوعي، الذي أضفى مزيداً من الشكوك حول الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى وقف للنار في لبنان، لفتت مصادر دبلوماسية إلى ارتفاع ملحوظ في وتيرة الاتصالات الأمريكية والفرنسية مع الجانب اللبناني، ما يعكس، وفق قولها لـ«البيان»، القلق الغربي من اتساع الحرب في لبنان.

ولكن دون رؤية أية نتائج حاسمة بعد، في إطار الضغط الكافي لوقف التصعيد ولجمه على طرفي الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية، في ظل غطاء أمريكي للعمليات الإسرائيلية، ورسائل إيرانية لـ«حزب الله» لاستكمال المواجهة «حتى الرمق الأخير».

وعلى وقع ترتيبات دولية، أمريكية الصنع، لصياغة ورقة تفاهمات وقف الحرب، والتي لم تتأكد واشنطن ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، سيوافق عليها أم أنه سيستكمل هجومه من فوق الأوراق وتحتها، فإن ثمة معلومات تشير إلى أن هذه التفاهمات تطلب نزع سلاح «حزب الله»، وتطبيق القرار 1559 وإعادة فرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.

تتحدث المصادر عن حراك إقليمي ودولي متنامٍ، تنخرط فيه عواصم مؤثرة، غربية وعربية، لكنه لم يرقَ بعد إلى مستوى خرق جدي على أساس طرح فعلي، من شأنه وقف العدوان على لبنان بشراً وحجراً.

وجديد هذا الحراك هو الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والرئيس نبيه بري، الذي أكد الموقف الرسمي اللبناني، الذي تبنته الحكومة اللبنانية، والمطالب بوقف فوري لإطلاق النار ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية، تطبيقاً للقرار الأممي 1701.

وفي سياق المواكبة الدولية للتطورات اللبنانية كان رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، تلقى بدوره، أول من أمس، اتصالاً من الموفد الرئاسي الأمريكي، آموس هوكشتاين، تم خلاله البحث في سبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، والعودة إلى البحث في حل سياسي متكامل ينطلق من تطبيق الـ«1701».