أحرزت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في لبنان «تقدماً كبيراً» خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث بدأ الحديث عن اتفاق وشيك، وذلك وسط تحركات دبلوماسية أمريكية مكثفة في الشرق الأوسط.

حيث ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع المبعوثين الأمريكيين آموس هوكشتاين، وبريت ماكغورك اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته على منطقة بعلبك والبقاع، بينما تتواصل المعارك على تخوم بلدة الخيام، إذ يحاول الجيش الإسرائيلي اقتحامها، بهدف تعزيز تقدمه في عمق الجنوب اللبناني.

تقدم ملموس

نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أمريكيين أن المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل «حققت تقدماً ملموساً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأن نتنياهو ناقش مع المبعوثين الأمريكيين آموس هوكشتاين، وبريت ماكغورك اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان، وأكد أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع «حزب الله» اللبناني يجب أن يضمن أمن بلاده، وأضاف أن المسألة ليست الاتفاق بل القدرة على تطبيقه».

من جهة أخرى أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مصادر، إن «مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، تسمح لإسرائيل بضرب لبنان خلال فترة انتقالية، مدتها شهران».

وذكرت المصادر للصحيفة الأمريكية: «إننا نرجح معارضة حزب الله وحكومة لبنان لمسودة اتفاق إنهاء الحرب بسبب انتهاكها للسيادة»، مضيفة «وفق المسودة تنسحب إسرائيل بعد أسبوع ثم ينتشر الجيش اللبناني لتفكيك بنية حزب الله».

أمال لبنانية

وأعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي عن أمله بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين جماعة حزب الله وإسرائيل، خلال الساعات المقبلة.

وقال ميقاتي في مقابلة مع قناة «الجديد» اللبنانية، إن هوكستين أبلغه أن «الوضع أفضل».

ونشرت هيئة البث العامة الإسرائيلية «مكان» أبرز بنود ما قالت إنها مسودة مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بين جماعة «حزب الله» اللبنانية، والجيش الإسرائيلي في لبنان.

ووفقاً للمسودة يدعو المقترح إسرائيل ولبنان لتنفيذ قراري مجلس الأمن 1701، و1559، على أن تراقب القوات المسلحة اللبنانية وتنفذ القرار، ويتم التنفيذ الكامل خلال هدنة تستمر 60 يوماً، وتسحب إسرائيل قواتها من لبنان في غضون 7 أيام من بدء وقف إطلاق النار، وتبدأ القوات اللبنانية في الانتشار وقت انسحاب القوات الإسرائيلية.

وتأتي جهود التهدئة في الوقت، الذي تواصل فيه إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في لبنان، كما أصدر الجيش الإسرائيلي أول أمر إخلاء لمدينة بعلبك في الشرق.

4 غارات

شن الطيران الحربي الإسرائيلي 4 غارات جديدة على قضاء بعلبك في محافظة بعلبك الهرمل شرقي لبنان، مواصلاً تصعيده ضد هذا القضاء لليوم الثاني على التوالي.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن «الطيران الإسرائيلي شن 4 غارات على محيط مدينة بعلبك (مركز القضاء الذي يحمل الاسم ذاته) وبلدة دورس المجاورة».

ولم تتضح على الفور حصيلة الخسائر البشرية والأضرار المادية الناجمة عن تلك الغارات، لكنها تأتي بعد ساعات من توجيه الجيش الإسرائيلي إنذاراً جديداً لسكان مدن وبلدات في هذا القضاء بإخلائها فوراً، إذ أنذر متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة «اكس»، سكان مدينة بعلبك وبلدتي عين بورضاي ودورس المجاورتين بإخلائها فوراً.

وهذا هو الإنذار الثاني من نوعه خلال 24 ساعة للمناطق ذاتها، فيما قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن غارات الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، تجاوزت مناطق الإنذار إلى بلدات أخرى، لافتة إلى أن 3 غارات منها استهدفت منازل ومناطق سكنية، ما أودى بحياة 32 شخصاً، معظمهم أطفال ونساء.

أطفال ضحايا

ونبهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، في بيان، إلى أن الحرب المستمرة في لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل قلبت «حياة الأطفال رأساً على عقب»، مشيرة إلى «أن طفلاً واحداً على الأقل يقتل كل يوم في البلاد منذ الرابع من الشهر الحالي».

وقالت المنظمة في بيان: «منذ 4 أكتوبر (هذا العام، يُقتل طفل واحد على الأقل كل يوم، ويُصاب 10 آخرون»، مضيفة: «إن آلاف الأطفال الآخرين الذين نجوا جسدياً منذ أشهر من القصف المستمر يعانون الآن من ضيق نفسي حاد، بسبب تصاعد العنف والفوضى من حولهم»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».