تتصاعد المخاوف من اتساع رقعة المواجهات في الشرق الأوسط بعد قصف إيران لإسرئيل بوابل من الصواريخ أمس، وتعهد تل أبيب برد موجع، وسط استمرار عمليتها البرية في جنوب لبنان وقصفها الكثيف على بيروت ومعاقل حزب الله.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي: "إن الدولة العبرية سترد على الهجوم الصاروخي، وهي قادرة على ضرب أي مكان في الشرق الأوسط" على حد تعبيره.

من جانبها، هددت إيران بضربات أخرى في حال ردت تل أبيب على هجومها الصاروخي الذي استهدف الأراضي الإسرائيلية، الثلاثاء. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان: "إن الهجوم كان دفاعاً عن مصالح بلاده ومواطنيها"، مضيفا أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعلم أن طهران لا تسعى إلى الحرب، لكنها ستقف بحزم ضد أي تهديد.

وفي الوقت الذي يعلو فيه صوت طبول الحرب في الشرق الأوسط.. هل المنطقة مقبلة على حرب شاملة؟

أدت الحرب التي تدور رحاها منذ عام بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إلى تكثيف التوترات في المنطقة. وأدى اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان، هذا الأسبوع، إلى رفع حدة مخاطر انجرار المنطقة إلى جبهات جديدة تفاقم من عدم الاستقرار وترفع من درجة الخسائر الاقتصادية على كافة الأطراف.

وطبقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن إسرائيل قد تواجه حرباً متعددة الجبهات من شأنها أن تدفع منطقة الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية، ويتعين عليها الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية وغارات طائرات بدون طيار تنطلق من لبنان واليمن؛ ومن إيران التي ستحاول- وفق مصلادر غربية- تعبئة جماعات مسلحة من العراق وسوريا إلى الجبهة الشمالية لإسناد حزب الله.

تواجه المنطقة حلقة جديدة من التصعيد في الحرب، تنذر بنشوب صراع إقليمي أوسع، وتأمل الأطراف الدولية كافة، إمكانية احتواء الصراع، ومنع تصعيده إلى حرب شاملة، وتعمل على إيجاد حلول للتهدئة والخروج من مأزق خطر الحرب.

وبين هذا وذاك تتسارع جهود الدبلوماسية لمنع اندلاع حرب شاملة وسط تصعيد متواصل على جبهات لبنان وغزة والضفة، وضربات إيرانية.

من جانبه، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، من خطر اندلاع «حرب شاملة» في الشرق الأوسط، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة التوصل لـ«حل الدولتين» لإسرائيل وفلسطين.

وقال: إن العالم العربي يريد بقوة تسوية القضية الفلسطينية، مضيفاً أنه يبذل ما يستطيع مع فريقه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن خطر التصعيد في الشرق الأوسط "شديد"، وإن واشنطن وحلفاءها يعملون بدون كلل لتجنب اندلاع حرب شاملة.

وتواصل إسرائيل بدعم أمريكي حرباً على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الأول الماضي، خلّفت دماراً هائلاً ومجاعة قاتلة، ويشن الجيش الإسرائيلي أعنف وأوسع هجوم على لبنان، وهذا قد يقودنا إلى إمكانية الانزلاق نحو حرب شاملة تجيد جميع الأطراف الضرب على أوتارها.