تنظم الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد شهر واحد وتتنافس فيها كامالا هاريس مع دونالد ترامب، لكن السباق الرئاسي الذي تخللته اضطرابات غير مسبوقة يبدو متقارباً.
وشهد السباق الرئاسي هذا العام العديد من التقلبات من انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق ودعمه لنائبته هاريس كمرشحة الحزب الديمقراطي، إلى نجاة ترامب من محاولتي اغتيال، بينما يتطلع إلى العودة إلى البيت الأبيض.
وتترقب الولايات المتحدة نهاية السباق الرئاسي، بينما يبدو ترامب (78 عاماً، وهاريس، 59 عاماً) متقاربين في استطلاعات الرأي – وحذر الجمهوري من فوضى مماثلة كتلك التي أعقبت الانتخابات عام 2020 في حال عدم فوزه هذه المرة.
وفي ذات الوقت، يتطلع العالم بفارغ الصبر لمعرفة من سينتهي به المطاف في المكتب البيضاوي، في وقت يقترب فيه الشرق الأوسط من حرب إقليمية شاملة، ويتوقف الصراع في أوكرانيا ضد روسيا على المساعدات الأمريكية التي انتقدها ترامب سابقاً.
وستشهد الأسابيع الأربعة القادمة قيام كل من هاريس وترامب، مع مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس، حاكم ولاية مينيسوتا الديمقراطي تيم والز وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية أوهايو جيه دي فانس – بخوض حملة انتخابية بلا هوادة.
ويمكن لبضعة آلاف الأصوات تحديد الفائز في السباق إلى البيت الأبيض في ضوء نظام المجمع الانتخابي الأمريكي الفريد. وسيتنافسان في سبع ولايات متأرجحة رئيسية من المتوقع أن تقرر الانتخابات – أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن.
وسيعرض كل من هاريس وترامب على الناخبين رؤيتين مختلفتين تماماً.
وتتعهد هاريس مع شعارها «لن نعود إلى الوراء» بطي صفحة حقبة من الانقسام السياسي. بينما يتعهد ترامب بـ«لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
وبالنسبة للديمقراطيين فإن هاريس مرشحة معروفة كأول نائبة رئيس سوداء وأنثى وجنوب آسيوية، وتعهدت بالقتال من أجل حقوق الإجهاض وما تسميه «اقتصاد الفرص».
لكن صعودها السريع يعني أن شخصيتها وسياساتها تظل مجهولة بالنسبة للعديد من الناخبين.يعد ترامب أول شخص مدان قضائياً يترشح للرئاسة، لكنه أحد أولئك الذين تتقبل قاعدته اليمينية إهاناته لـمن يصفها بـ«الرفيقة كامالا»، ووعوده بتعزيز الاقتصاد وسجن خصومه السياسيين.
وفوق كل شيء، يأمل أن تساعده قضية الهجرة في الفوز، مع مضاعفة الملياردير خطابه القاسي الذي يتهم المهاجرين بـ«تسميم» الدم الأمريكي.
ويرى لوج أن «نائبة الرئيس هاريس والحاكم والز يقولان إن القصة الأمريكية معقدة، ولكننا قادرون على تصحيح هذا الوضع».
وفي الوقت نفسه، كان لدى ترامب «قصة مقنعة للغاية (..) امنحوا الرجل القوي فرصة، دعوه ينهي الأمر، وسنعود إلى الديمقراطية لاحقاً. المشكلة هي أننا لا نستطيع أبداً العودة إلى الديمقراطية».