أغلقت المؤسسات التعليمية والمكاتب في تايوان أبوابها، أمس الخميس، بينما ضرب الإعصار كراثون اليابسة، بحسب وكالة الطقس في الجزيرة، وسط الرياح والأمطار التي خلفت قتيلين على الأقل، وتسببت بإجلاء آلاف الأشخاص.

في بينغتونغ، أعاق الإعصار جهود الإنقاذ، بعد اندلاع حريق في مستشفى، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص.وقبل أن يصل إعصار كراثون إلى اليابسة في كاوسيونغ، مصحوباً برياح بلغت سرعتها 162 كيلومتراً في الساعة، أصدرت إدارة الأرصاد الجوية المركزية، تعليمات لسكان المدينة الساحلية، البالغ عددهم 2,7 مليون نسمة «بالاحتماء في أسرع وقت ممكن».

وفي وقت لاحق من بعد الظهر، نُصح السكان بالبقاء في منازلهم، مع مرور عين العاصفة عبر المنطقة، ما أدى إلى هطول الأمطار والبرق.

وقال ليو تشيه هسيانغ (60 عاماً)، الذي يملك شركة نقل، لوكالة فرانس برس «يبدو الأمر وكأنه نهاية العالم. لم أشهد مثل هذا الإعصار الشديد منذ عقود. إنه كبير ومخيف للغاية».

وأغلقت المدارس والمكاتب والشركات في جميع أنحاء الجزيرة، لليوم الثاني على التوالي، حيث أسقطت الرياح الأشجار، وأطاحت بسائقي الدراجات النارية، وأطاحت بحاويات الشحن من الرصيف.

وتم إجلاء نحو 10 آلاف شخص في جميع أنحاء تايوان، حتى الخميس، وفقاً لوزارة الداخلية.ذكرت الوكالة الوطنية للإطفاء، أن الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة المنسوبة إلى كراثون، تسببت في مقتل شخصين على الأقل، وفقد شخص واحد، وإصابة 219 آخرين.

ونقل رجل (70 عاماً) إلى المستشفى، بعد سقوطه أثناء تقليم الأشجار في مقاطعة هوالين الشرقية، وتوفي في اليوم التالي.كما توفي رجل (66 عاماً)، الأربعاء، بعد نقله إلى المستشفى الاثنين، بعد أن اصطدمت شاحنته بصخرة ضخمة سقطت على الطريق.

وتسبب الإعصار بإيقاف حركة الطيران، وتم تعليق جميع الرحلات الداخلية، وألغيت حوالي 240 رحلة دولية.وأكد تشان كا ووه، وهو سائح ماليزي تأخر في الوصول إلى مطار كاوسيونغ، الأربعاء «علينا أن نبقى أكثر لمدة يومين أو ثلاثة على الأقل».

عواصف وانهيارات طينية

ضربت أمواج قوية ساحل مقاطعة بينغتونغ، حيث تسربت مياه البحر إلى طريق، وتسببت في انهياره في مكانين، حسبما أظهرت لقطات تلفزيونية.

وفي يوليو الماضي، تسبّب الإعصار غايمي الأقوى، الذي يضرب الجزيرة منذ ثماني سنوات، بفيضانات واسعة، وقضى فيه ما لا يقل عن عشرة أشخاص في تايوان، فضلاً عن نحو خمسين في الصين، جراء الأمطار الغزيرة، و40 على الأقل في الفيليبين.

في الفيليبين قال المجلس الوطني لإدارة مخاطر الكوارث الطبيعية، إن ثمانية أشخاص أصيبوا، وفقد آخر مع مرور كراثون في شمالي البلاد.

واضطر أكثر من 5400 شخص إلى مغادرة منازلهم، غالبيتهم في منطقتي يليكوس ووادي كاغايان في الشمال، على ما أفاد المصدر نفسه.

وتشهد المنطقة الكثير من الأعاصير خلال هذه الفترة من السنة. لكنّ دراسة صدرت أخيراً، خلصت إلى أنها باتت تتشكل على مسافة أقرب من السواحل، وتزداد قوتها بسرعة أكبر، وتستمر لفترة أطول بعد بلوغها اليابسة، بسبب التغير المناخي.