مع اشتداد المعارك الطاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتفاقم المعاناة الإنسانية لملايين السودانيين في مناطق الصراع وغيرها من مناطق المأوى التي نزح إليها من هجرتهم المعارك، فما بين الأمراض التي تفتك دون رحمة، تحذر وكالات الأمم المتحدة من معدلات مخيفة لسوء التغذية الحاد، لا سيما في أوساط الأطفال والنساء.

وشهدت الأيام الماضية ارتفاع غير مسبوق لحدة الاشتباكات في عدد من ولايات البلاد، ما خلق موجات نزوح جديدة لمئات الآلاف من السودانيين، إذ نزح من مناطق شرق الجزيرة ما يقدر بنصف مليون شخص بعد المواجهات العنيفة التي شهدتها المنطقة، في ذات الوقت الذي دخلت فيه مناطق جديدة دائرة المعاناة بعد تمدد الحرب إليها.

وفي كردفان أجبرت المعارك هناك عشرات الآلاف إلى الفرار، خاصة في المناطق المحيطة بمحلية أم روابة وود عشانا بشمال كردفان، وهذه الجبهة شهدت هدوءاً لأشهر إلا أن الأيام الماضية شهدت اشتباكات مكثفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، ما فاقم من الأوضاع الإنسانية هناك، لا سيما أن الاشتباكات قطعت سبل إيصال المواد الغذائية والأدوية إلى المنطقة.

وتشهد ولاية شمال دارفور وحاضرتها مدينة الفاشر عمليات عسكرية عنيفة لعدة أشهر يواجه مئات الآلاف من المدنيين أوضاعاً إنسانية معقدة، كما شهدت المدينة موجات نزوح عكسية من معسكر زمزم للنازحين إلى داخل المدينة بعد تصاعد المواجهات.

وقال مكتب الأمم لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، إن استمرار الصراع وتفشي الأمراض والوصول المحدود للمساعدات الإنسانية في ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد، وأكد في أحدث تقرير له أن السودان يعاني من أعلى عدد من حالات سوء التغذية في شرق أفريقيا، لا سيما في أوساط الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة، فإن تسعاً وعشرين منطقة سجلت معدلات سوء التغذية الحاد الشامل أعلى من عتبة الطوارئ العالمية البالغة 15 في المائة، بينما سجلت ثلاث مناطق في شمال دارفور معدلات سوء تغذية حاد شامل أعلى من 30 في المائة (عتبة المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).