شنت إسرائيل في وقت مبكر، أمس، سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن «الحوثيين يتعلمون وسيتعلمون بالطريقة الصعبة»، متوعداً «من يلحق الضرر بإسرائيل بدفع ثمن باهظ».
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه شن غارات جوية على «أهداف عسكرية» تابعة للحوثيين في اليمن، شملت «موانئ وبنى تحتية للطاقة»، في هجوم أعقب اعتراضاً لصاروخ، أطلقته الجماعة باتجاه إسرائيل.
وقال الجيش في بيان إن طائراته شنت «غارات دقيقة استهدفت أهدافاً عسكرية حوثية في اليمن، شملت موانئ وبنى تحتية للطاقة... استخدمها الحوثيون في أنشطتهم العسكرية».
وقالت مصادر إن عشرات المقاتلات الإسرائيلية شنت 16 غارة على عدة مواقع للحوثيين في العاصمة، ومدينة الحديدة الساحلية، خاصة ميناءي الصليف، ورأس عيسى النفطي، الذي قصفته إسرائيل أواخر سبتمبر الماضي.
وأتى هذا البيان بعيد إعلان الجيش أنه اعترض بنجاح صاروخاً أطلق من اليمن، مشيراً إلى أن صفارات الإنذار دوت في وسط إسرائيل لتحذير السكان من خطر سقوط حطام نتيجة عملية الاعتراض.
أكد الجيش الإسرائيلي أن رأس صاروخاً باليتسياً أطلقه الحوثيون من اليمن أصاب مدرسة بمدينة تل أبيب (وسط)، بسبب اعتراضه جزئياً قبل اختراقه الأجواء الإسرائيلية.
وقال الجيش في بيان: «بعد تحقيق أولي في سلاح الجو وفحص النتائج في موقع سقوط الصاروخ في المدرسة في رمات غان يبدو أن الحديث يدور على الأرجح عن اعتراض جزئي للصاروخ، الذي أطلق اليوم، وقد تبين أن رأس الصاروخ هو الجزء الذي انفجر، وتسبب بالأضرار».
وبخصوص مستقبل المواجهات بين الجانبين توعد وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن الغارات الجوية الإسرائيلية على موانئ وبنى تحتية في اليمن، فجر أمس، «لن تكون الأخيرة».
توعد
في الأثناء قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان مصور: «سلاح الجو هاجم، فجر أمس، أهدافاً استراتيجية للحوثيين في ميناء الحديدة، وفي العمق اليمني. لقد فعلنا ذلك رداً على هجمات الحوثيين المتكررة على أهداف مدنية في إسرائيل».
وتابع: إن الحوثيين «هاجموا مدرسة في (رمات غان) الليلة الماضية»، مضيفاً: «إنهم لا يهاجموننا فقط، بل يهاجمون العالم كله. مهاجمة طرق الشحن والتجارة الدولية. وبالتالي عندما تعمل إسرائيل ضد الحوثيين فإنها تتصرف نيابة عن المجتمع الدولي بأكمله، ويدرك الأمريكيون هذا الأمر جيداً، وكذلك كثيرون غيرهم».
وأشار نتانياهو إلى أنه «بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا يكاد يكون الحوثيون هم الذراع الأخيرة المتبقية لمحور إيران»، مستطرداً: «إنهم يتعلمون وسيتعلمون بالطريقة الصعبة أن كل من يلحق الضرر بإسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً لذلك».
مصادقة
وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أول من أمس، من مركز قيادة سلاح الجو، على خطط الهجوم ضد «سلسلة من البنى التحتية الاستراتيجية» للحوثيين، في الشريط الساحلي الغربي وفي عمق اليمن، حسب بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع.
أهداف استراتيجية
وقال كاتس: «هاجمنا أهدافاً استراتيجية لميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن. وأحذر قيادات منظمة الحوثي الإرهابية من أن يد إسرائيل الطويلة ستطالكم أنتم أيضاً»، وتابع: «من يؤذنا يتضرر سبعة أضعاف. لن نقبل بإطلاق الصواريخ على إسرائيل أو الإضرار بالممرات الملاحية. سنضرب بقوة، ولن نسمح باستمرار حالة إطلاق النار والتهديدات ضد دولة إسرائيل».
وأكد مصدر أمني لوسائل إعلام أمريكية أن الجيش الإسرائيلي «كان يستعد منذ فترة لتنفيذ هجوم ضد الحوثيين في اليمن، لا سيما مع تزايد أحداث إطلاق الجماعة للمسيّرات والصواريخ نحو إسرائيل».
وقرر الجيش شن الهجوم، فجر أمس، لاعتبارات «عملياتية»، وفق المصدر، الذي أكد أنه «في الوقت الذي تم فيه اعتراض الصاروخ (الذي أطلقه الحوثيون)، كانت الطائرات الإسرائيلية في الجو».