ما زالت مسألة الرد الإسرائيلي على إيران تشغل الرأي العام، وتثير مخاوف من صراع أوسع في الشرق الأوسط، في ظل التهديدات المتبادلة بين الطرفين، ووسط حالة جدل بشأن احتمالات أن تستهدف إسرائيل منشآت نووية في إيران.

القناة 13 الإسرائيلية نقلت، أمس، عن مسؤول أمني أمريكي تأكيده معلومات تفيد بقرب الرد الإسرائيلي على إيران التي حذرت من الإقدام على هذه الخطوة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني لوكالة الأنباء الرسمية «إرنا»، إن إيران لن تتوقف عن الدفاع عن «حقها في الدفاع عن النفس».وكانت إيران أطلقت منذ نحو أسبوع نحو 200 صاروخ على إسرائيل التي هددت بدورها بأنها سترد.

وأمس، استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عدداً من الوزراء إلى مشاورات أمنية «عاجلة»، وفق القناة 12 العبرية الخاصة التي لم تحدد القناة فحوى المشاورات، لكنها أشارت إلى أن نتانياهو يجري منذ أيام عدة مشاورات مكثفة بشأن ضربة هدد توجيهها لإيران، رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني.

ضربة نووية

الجدل بشأن استهداف مواقع نووية إيرانية لا يتعلق بالرغبة الإسرائيلية بطبيعة الحال، إذ إن هذا الأمر يحتل سلم اهتمامات نتانياهو منذ فترة طويلة. قناة سكاي نيوز عربية نقلت، أمس، عن مسؤول دفاعي أمريكي قوله إنّ «استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية يتطلب قدرات جوية تمتلكها فقط الولايات المتحدة»، لافتاً إلى أنّ «إسرائيل تمتلك جزءاً من هذه القدرات لكنّها ستحتاج إلى دعم الولايات المتحدة في إتمام مثل هذه المهمة».

وكشف المسؤول عن أنّ «وزارة الدفاع الأمريكية أبلغت القادة العسكريين الإسرائيليين عن تقييمها الاستخباراتي بشأن استهداف المنشآت النووية الإيرانية».

وأضاف، إنّ «محادثات قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال إيريك كوريلا مع القادة الإسرائيليين في اليومين الأخيرين في تل أبيب، كانت بناءة وتمحورت حول الخطط الأكثر أهمية للردّ على الضربات الإيرانية الأخيرة».

وتابع المسؤول، إنّ «التقييم الأمريكي لضرب المنشآت النووية الإيرانية، لا يعني بالضرورة عدول إسرائيل عن تنفيذ هذه المهمة»، موضحاً أنّ «مواقع المنشآت النووية الإيرانية تحمل تعقيدات جغرافية كثيرة، فضلاً عن تطلبها جولات عدّة من الضربات الجوية على مدى عدة أيام».

واعتبر المسؤول أنّه من أصعب العمليات الجوية هو ضرب أهداف على مساحات جغرافية متباعدة وخصوصاً إذا تواجدت في أماكن تحت الأرض.

أوستن وغالانت

تصريحات المسؤول أتت بعد ساعات من اتصال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، حيث تمّ إبلاغه وفقاً لبيان وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) أنّ «واشنطن تحافظ على قدرات بالغة الأهمية في المنطقة للدفاع عن قواتها ودعم إسرائيل».

غالانت قال لـ «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، إنّ «إسرائيل تنسّق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، بينما تستعد للرد على إيران، لكنها ستتخذ قراراتها بشكل مستقل حول كيفية الرد».

وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة أكّدت معارضتها لتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، فإنّ غالانت قال إنّ إسرائيل «لم تستبعد أيّاً من خياراتها».

وفي ظلّ التباين الموجود في رؤيتي واشنطن وتل أبيب في الردّ على إيران، تؤكّد معلومات البنتاغون أنّ الردّ الإسرائيلي على إيران آتٍ وسيكون أكبر من كل التوقعات، حسب «سكاي نيوز عربية».

وفي ظل هذا المشهد المضطرب، تبقى الأيام، وربما الساعات المقبلة، تحمل في جعبتها الكثير مما يمكن توقعه وربما بعض المفاجآت.