تدور مجموعة من الأسئلة في الأوساط السياسية العالمية حول الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجمات الإيرانية، أبرزها يتعلق بتوجيه ضربة إسرائيلية ساحقة للمشروع النووي الإيراني، وهل ستواصل إسرائيل استهدافاتها في الداخل الإيراني؟ ومتى يكون موعد الرد؟ وما هي حدوده؟ وكيف تتجهز إيران دفاعياً؟ وهذه الأسئلة لاتزال تبحث عن أجوبة، فالجانب الأمريكي يتوقع أن إسرائيل ستستهدف البنية التحتية الإيرانية وبعض الأهداف العسكرية، بينما الجانب الإسرائيلي لا تصدر عنه مؤشرات رد قريب أو جدول زمني واضح للرد في ظل الإعلان عن خسائر هائلة تتسببت فيها الهجمات الإيرانية.

ويقدر المسؤولون الأمريكيون أن إسرائيل خفضت أهداف ردها على الهجوم الإيراني، ويتوقعون أنها ستركز على البنية التحتية العسكرية والطاقة الإيرانية وفق شبكة NBC.

وبحسب هذه التقديرات، ووفق صحيفة معاريف الإسرائيلية فإنه لا توجد مؤشرات على أن إسرائيل تخطط لتدمير المنشآت النووية أو تنفيذ اغتيالات، رغم أن المسؤولين الأميركيين يؤكدون أن إسرائيل لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن طريقة وتوقيت الرد.

وتشهد المنطقة برمتها توتراً تحسباً للرد الإسرائيلي على القصف الصاروخي الإيراني الذي أطلق في الأول من أكتوبر، ولا تعرف الولايات المتحدة بالضبط متى سيصل الرد الإسرائيلي، لكن المسؤولين ذكروا أن الجيش الإسرائيلي مستعد وجاهز للعمل في أي لحظة يصدر فيها الأمر.

واعترف المسؤولون بأن إسرائيل لم تشاركهم جدولاً زمنياً محدداً - وليس من الواضح ما إذا كان كبار المسؤولين الإسرائيليين قد اتفقوا بالفعل على مثل هذا الجدول الزمني.

وكان مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أشاروا إلى أن الرد قد يأتي خلال عطلة يوم الغفران، لكن مرت العطلة دون أن يتحقق ذلك. ولا يزال الوضع متوتراً، العالم منتظر ومترقب ليرى كيف ستتطور الأحداث في الأيام المقبلة.

حجم الأضرار الإسرائيلية

وكشفت صحيفة "يدعوت أحرونوت" العبرية عن حجم الأضرار التي خلفتها الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة لإسرائيل حيث أسفرت عن تضرر شقق فاخرة شمال تل أبيب، مشيرة إلى تضرر نحو 2200 شقة وتقدر قيمة الأضرار بنحو 150 إلى 200 مليون شيكل أي ما يعادل أكثر من "39 – 53 مليون دولار على التوالي، والأضرار الناجمة عن سقوط الصاروخ بالقرب من "سي أند صن" في تل أبيب بنحو 50 مليون شيكل أي ما يعادل نحو 13 مليون دولار، إلى جانب الأضرار المادية التي تعرضت لها المطاعم المتضررة من الهجوم والتي لا تزال مغلقة.

وفي هود هشارون تضررت أكثر من 1000 شقة ـ وفي أحد المباني وحدها تقدر الأضرار بأكثر من 10 ملايين شيكل (ما يقرب من 7 ملايين دولار)، كما لحقت الأضرار الجسيمة بالمطاعم والمحلات التجارية الفاخرة، من بينها مطعم الفيروز الذي دمر بشكل شبه كامل، ونحو 150 شقة في المساكن الفاخرة التي تضررت نتيجة سقوطها بالقرب من المكان.

وتشير "يدعوت أحرونوت" إلى أن الهجمات الإيرانية تسببت بأضرار كبيرة في 10 مواقع سقطت فيها الصواريخ من بينها عدة قواعد عسكرية.

وشددت على أن هذا يعتبر أكبر ضرر ناجم عن هجوم صاروخي واحد على إسرائيل منذ بداية الحرب.

وكانت الولايات المتحدة تتشاور مع إسرائيل حول كيفية تخطيطها للرد على إيران، وأوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم "لا يريدون أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية الإيرانية أو حقول النفط".

وقد تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، وأخبره أن "رد إسرائيل يجب أن يكون متناسبا".

جهوزية إيرانية

وفي المقابل أكدت القوات المسلحة الإيرانية، جاهزيتها للرد على أي هجوم إسرائيلي يطال الأراضي الايرانية.

وبحسب وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، فإن "خطة الرد اللازم على أي تحرك محتمل لإسرائيل جاهزة تماما، وإذا تحركت إسرائيل فلن يكون هناك شك في تنفيذ الضربة المضادة الإيرانية، في خطة إيران هناك عدة أنواع من الضربات المضادة والمحددة، وبحسب نوع عمل إسرائيل، سيتم اتخاذ قرار فوري بشأن تنفيذ واحدة أو أكثر منها".

واستخدم الحرس الثوري في الهجوم على اسرائيل، صواريخ قدر الباليستية بمدى 2000 كم، وعماد بمدى 1700 كم، وفتاح بمدى 1400 كم.