بجانب مأساة الحرب، التي حصدت عشرات الآلاف من السودانيين، ها هي الأمراض تضاعف المعاناة، وتنهك الأجساد المتعبة بفعل النزوح وشح الغذاء، وندرة الدواء، وبسبب تدهور الخدمات الصحية فقد حوالي 700 سوداني أرواحهم جراء مرض الكوليرا، مع ارتفاع معدل الإصابة بشكل يومي، في وقت تزايدت حالات الإصابة بحمى الضنك بعدد من ولايات البلد المنكوب.

ووفقاً لمركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة السودانية فإن 11 ولاية من جملة ولايات البلاد الـ 18 موبوءة بمرض الكوليرا، إذ استعرض المركز تقريراً عن الوضع الوبائي الكوليرا، كشف عن تسجيل 82 إصابة جديدة، الاثنين، ومنها «حالة وفاة واحدة»، ليرتفع تراكمي الإصابات في 74 محلية من 11 ولاية إلى 24،604 إصابة، ومنها 699 حالة وفاة.

وحول التدخلات ضد مرض الكوليرا لفت التقرير إلى انخفاض في الإصابات بعدد من الولايات، وكذلك عدد الداخلين لمراكز العزل لا سيما في كسلا، الخرطوم، نهر النيل، الشمالية، والقضارف، مع الارتفاع في ولايات أخرى، وعلى رأسها الجزيرة، سنار، والنيل الأبيض.

وقبل أن تنجلي أزمة الكوليرا شهدت ولايات سودانية عدة ارتفاعاً في معدلات الإصابة بحمى الضنك، مع مخاوف من انتشار المرض بشكل أكبر، خاصة في ظل شح الأدوية، وتوقف 80 في المئة من المستشفيات ومراكز تقديم الخدمات الصحية، بسبب الصراع الدامي، التي تشهده البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع.

رصد تراكمي

وأشار تقرير وباء حمى الضنك، الذي ناقشه مركز عمليات الطوارئ الصحية إلى تسجيل 95 إصابة جديدة، بينها 4 حالات وفاة، ليصبح تراكمي الإصابات 2024 إصابة، ومنها 9 حالات وفاة في 20 محلية من 5 ولايات.

وأعلن تقرير تعزيز الصحة عن عدد من الأنشطة المنفذة ببعض الولايات لمجابهة وباء الكوليرا، والتي تتمثل في الزيارات المنزلية، الحوارات المجتمعية، بجانب الرسائل التثقيفية عبر أجهزة الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي.

ويعاني مئات الآلاف من السودانيين في مناطق القتال أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، مع تفشي لأمراض الخريف، وانعدام الأدوية المنقذة للحياة، ويؤكد قاسم وهو من السودانيين، الذين آثروا البقاء بمنطقة الحاج عبد الله بولاية الجزيرة، أنهم يواجهون صعوبات حتى في الحصول على الأدوية المسكنة، ناهيك عن أدوية الأمراض المزمنة، ويضيف قاسم لـ«البيان»: «لا توجد مستشفيات في كل منطقة جنوب الجزيرة، وحتى المتوفر من مراكز صحية تفتقر للأدوية والكوادر الطبية، أجبرتنا الظروف على الاستعانة بالأدوية البلدية».