فتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الباب على مصراعيه أمام دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب لحل أزمة أوكرانيا حيث أعلن بوضوح أن موسكو مستعدة للحوار مع إدارة ترامب.
أكد بوتين خلال مشاركته في منتدى فالداي للحوار أن تصريحات ترامب عن الرغبة في إصلاح العلاقات مع روسيا، لإنهاء الأزمة الأوكرانية، تستحق الاهتمام، واصفاً الرئيس الأمريكي الجديد بـ"الرجل الشجاع" الذي واجه بثبات محاولة الاغتيال أثناء إلقاء كلمة في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا في يوليو الماضي.
المبادرة الروسية
المبادرة الروسية للجلوس على طاولة المفاوضات وإيجاد حل للأزمة الأوكرانية التي بدأت منذ عامين ونصف العام تحقق أهم الوعود الانتخابية لدونالد ترامب وهي إنهاء الحروب وإحلال السلام والاستقرار في العالم، وربما يتجاوب بوتين أكثر مع ترامب بإظهار المرونة بشأن بعض شروطه لإنهاء الحرب والتي تضمنت عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي وسحب كل قواتها من أراضي المناطق الأربع التي تدعي روسيا سيادتها عليها.
الحرب في أوكرانيا التي خلفت منذ بدايتها في فبراير 2022 قتلى وجرحى يتجاوز عددهم النصف مليون شخص بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز»، أرهقت الاقتصاد الروسي وكلفت أوروبا الكثير حيث تعثرت الاقتصادات وزاد التضخم وتعطلت إمدادات الغذاء والطاقة ما أثر على شعوب القارة العجوز وبعض البلدان حول العالم، ولم تنجح الجهود الدولية في احتواء الأزمة وإطفاء نيران الحرب.
موقف أوكرانيا
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد مبادرات إنهاء الحرب مع روسيا، مؤكداً أنها ستكون هزيمة لبلاده، وقال في حديث على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في المجر إن أوكرانيا ترغب في نهاية عادلة للحرب، وهي التصريحات التي نقلتها "بلومبرغ"، مشيرة إلى أنه يسعى لتعزيز دعم حلفائه الأوروبيين، بعد فوز ترامب حيث يواجه معركة صعبة مع تراكم التكاليف السياسية والمالية على القادة في أوروبا، ويشير موقف زيلينسكي إلى أن المفاوضات لإنهاء الأزمة لن تكون سهلة وسريعة كما يأمل ترامب.
الحرب في لبنان وغزة
مهمة إنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان لن تكون بصعوبة إنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث حققت
تل أبيب أهدافها في لبنان وأبرزها إضعاف حزب الله بتدمير المرافق الحيوية والبنية التحتية لإعاقة دعمه اللوجستي والعملياتي، أما شروطها للانسحاب والتي تضمنت العمل بحرية في المجال الجوي اللبناني فقد انتقدها مسؤول أمريكي بارز، مبيناً في تصريحات لموقع "أكسيوس" أنه من غير المرجح أن يقبل لبنان أو المجتمع الدولي بالمطالب الإسرائيلية، ما يعني أن علاقة ترامب الوطيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما تسمح بتقليص الشروط وإنهاء الحرب.
التفاوض من أجل إنهاء الحرب في غزة مهمة تبدو أكثر تعقيداً أمام ترامب حيث تواصل إسرائيل قصفها للقطاع بزعم تصفية قيادات حركة حماس والضغط لإطلاق سراح الرهائن، لكن صحيفة "نيويورك تايمز" تحدثت في أكتوبر الماضي عن أنه من الممكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعلن انتصاره بالقضاء على حماس، ثم يبدأ التفاوض على وقف إطلاق النار ضمن إطار يشمل إطلاق سراح الرهائن وهو سيناريو ربما يكون مطروحاً خلال الفترة المقبلة لإنهاء الحرب.