أعلن الجيش الأوكراني انسحابه من مدينة أوغليدار ذات الأهمية العسكرية والرمزية، لصالح الروس، بعد عامين ونصف العام من القتال الدامي، ما يمثل دليلاً على الصعوبات المتزايدة، التي يواجهها في شرق أوكرانيا.

وقال تجمع قوات خورتيتسيا المنتشر في المنطقة على تليغرام: إن «القيادة العليا أعطت موافقتها على عملية الانسحاب من أوغليدار للسماح بإنقاذ الرجال والمعدات العسكرية، واتخاذ مواقع جديدة لمواصلة العمليات».

الثلاثاء، تم عبر الإنترنت تداول صور جنود يلوحون بالعلم الروسي على سطح مقر البلدية.ومن الجانب الروسي أكد مستشار قائد القوات في منطقة دونيتسك، إيان غاغوين، وجود قوات روسية في أوغليدار. «إن جنودنا متواجدون في أوغليدار، لكن من السابق لأوانه الحديث عن الاستيلاء على المدينة».

وتحاول روسيا السيطرة على أوغليدار منذ الأسابيع الأولى من هجومها، الذي بدأ في 24 فبراير 2022. وتعرضت المدينة إلى قصف روسي مكثف، ما أدى إلى إلحاق دمار كبير.

ورفض عدد ضئيل من المدنيين مغادرتها، ولم تتمكن كييف ولا موسكو من تحديد عددهم.ويضع الاستيلاء على هذه المدينة حداً لعامين من الاستقرار في هذا القطاع من خط المواجهة، كما يثير شكوكاً في متانة الدفاعات الأوكرانية في هذه المنطقة الواقعة عند تقاطع الجبهتين الشرقية (منطقتي لوغانسك ودونيتسك) والجنوبية (منطقتي زابوريجيا وخيرسون).

وتمثل أوغليدار قيمة رمزية نظراً لطول مدة المعركة من أجل السيطرة عليها، والخسائر التي سجلت هناك.ويأتي سقوطها في ظل صعوبات يواجهها الأوكرانيون في شرق بلادهم، مع اقتراب القوات الروسية بشكل خاص من بوكروفسك، وهي مدينة رئيسية للدعم اللوجستي بالنسبة للقوات الأوكرانية.

ويذكر أن القوات الروسية تحقق تقدماً في شرق أوكرانيا منذ أشهر، وتمكنت من السيطرة على عدة بلدات صغيرة في المنطقة، بعد أن نقلت أوكرانيا ألوية من شرقي البلاد لدعم عملية جديدة في منطقة كورسك الحدودية الروسية في أغسطس.

وتعرض الجيش الروسي لخسائر فادحة خلال محاولات تقدمه السابقة غير الناجحة نحو أوغليدار، لكن قواته تمكنت من تجاوز تحصينات البلدة، وهددت بمحاصرتها في الأيام الأخيرة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في المنتدى الدولي الثاني للصناعات الدفاعية في كييف، أول من أمس، إن صناعة الأسلحة في أوكرانيا تتوسع بسرعة، بينما تحاول صد القوات الروسية.

وحضر الرئيس زيلينسكي المنتدى إلى جانب ممثلين من أكثر من 30 دولة ونحو 300 شركة من أوكرانيا والخارج.وأوضح زيلينسكي أن أوكرانيا أنتجت في النصف الأول من هذا العام كمية من المدفعية والذخيرة تعادل 25 ضعفاً، مما أنتجته في عام 2022، كما اختبرت صاروخها الباليستي الخاص.