بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية تتجه الأنظار صوب قدرته على تحقيق وعوده الانتخابية بإيقاف الحرب في غزة ولبنان، وذهب البعض إلى أن حاكم البيت الأبيض الجديد سيقوم بدور المفاوض من أجل إغلاق هذا الملف.

ويعلق بعض المسؤولين الإسرائيليين وعائلات الرهائن 101 المحتجزين في غزة آمالهم على ترامب ليكون "المفاوض الرئيسي" لاسرائيل في جهود تحرير الرهائن المحتجزين من قبل حماس، وإقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتقديم بعض التنازلات من أجل إتمام صفقة عودة الرهائن.

وقبل أقل من شهرين على تنصيب ترامب، يبدو من غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في أي وقت قريب حيث من المرجح جداً أن يرث ترامب الأزمة والمسؤولية عن الأميركيين السبعة الذين تحتجزهم حماس، والذين يُعتقد أن أربعة منهم على قيد الحياة.

ووفق موقع أكسيوس، قالت كارولين ليفات، السكرتيرة الصحفية الجديدة للبيت الأبيض، إن ترامب سيعمل كمفاوض رئيسي للولايات المتحدة وسيعمل على إعادة المدنيين المحتجزين كرهائن إلى ديارهم.

وقال الرئيس الاسرائيلي لترامب: "عليك إنقاذ الرهائن"، ليرد ترامب قائلا إن أغلب الرهائن ماتوا على الأرجح.

لكن الرئيس الإسرائيلي أكد لترامب أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.

وقال أحد المصادر لوكالة أكسيوس: "لقد فوجئ ترامب وقال إنه لم يكن على علم بذلك"، وأكد مصدران آخران مطلعان على المكالمة أن ترامب قال إنه يعتقد أن معظم الرهائن ماتوا.

ويُعرف عن ترامب بأسلوبه الشخصي والمرن في التفاوض، حيث كان له بعض النجاحات في تحرير الرهائن خلال فترة رئاسته، بما في ذلك صفقات مع طالبان وإيران.

ويُظهر ترامب اهتمامًا كبيرًا بقضايا الرهائن، حيث يسعى دائمًا لتسليط الضوء على إنجازاته في هذا المجال.

لكن رغم الآمال، فإن التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن قد يكون معقدًا، خاصة في ظل الظروف الراهنة، فهناك مخاوف من أن الوضع قد يتدهور قبل أن يتمكن ترامب من التدخل بشكل فعال.

وكان موضوع صفقة الرهائن على طاولة النقاش في المكتب البيضاوي، بين بايدن وترامب في أول لقاء جمعمها بعد فوز ترامب حيث أثار بايدن القضية واقترح عليه العمل معًا للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.

وقال بايدن لعائلات الرهائن الأميركيين في اجتماع عقد بعد ساعات قليلة من محادثته مع ترامب، بحسب مصدرين على اطلاع مباشر: "لا يهمني إن حصل ترامب على كل الفضل طالما عادوا إلى الوطن".

وناشد أورنا ورونين نيوترا، والدا المواطن الأمريكي عمر نيوترا الذي تحتجزه حماس في غزة، في رسالة مفتوحة إلى ترامب نشرت في صحيفة واشنطن بوست، وقالا إنهما يعتقدان أنه يمكن أن يحظى ترامب بلحظة ريغان خاصة به وهو ما يشابه ما واجهه رونالد ريغان، الرئيس السابق الذي قال ترامب إنه معجب به، عندما كان يستعد لتولي منصبه في عام 1981، ووقع سلفه جيمي كارتر صفقة رهائن مع إيران في 19 يناير 1981، وفي اليوم التالي مباشرة بعد تنصيب ريجان، تم إطلاق سراح 52 أمريكيًا كانت تحتجزهم إيران.

كما أشارا في رسالتهما لترامب إلى: "أن الوقت هو جوهر المسألة، نحن نعتمد على قيادتك لإعادة عمر إلى الوطن".

وفي اجتماع عقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رؤساء قوات الدفاع الإسرائيلية والموساد والشين بيت لنتنياهو إنهم يعتقدون أن من غير المرجح أن تتخلى حماس عن شروطها للانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.

وقال مسؤولان إسرائيليان مطلعان على الاجتماع لوكالة أكسيوس إنهم أبلغوه أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، فيجب عليها تخفيف مواقفها الحالية.

لكن نتنياهو رفض إنهاء الحرب مقابل صفقة إطلاق سراح الرهائن، مدعيا أن ذلك سيسمح لحماس بالبقاء، ويشير إلى أن إسرائيل هُزمت.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة أكسيوس إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، فإن ذلك سيزيد الضغوط على حماس وسيعيد تركيز الجهود على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.

ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إن ترامب، الذي قال إنه يريد أن تنتهي الحرب في غزة بسرعة، سيكون له نفوذ وتأثير أكبر بكثير من بايدن على نتنياهو.

وقد ضغط بايدن مرارا وتكرارا على نتنياهو لتليين موقفه لكنه فشل.

وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والذي يقترب من العديد من أعضاء فريق الرئيس المنتخب الجديد، لوكالة أكسيوس إن ترامب يجب أن يتحرك الآن للحصول على صفقة.

وقال دوبويتز "يجب على الرئيس ترامب أن يصدر على الفور مطلبًا واضحًا بالإفراج عن جميع الرهائن، وتكليف كبار مسؤوليه بالبدء في العمل على هذا الأمر قبل 20 يناير، وتحذير جميع الأطراف من عواقب تحدي الرئيس الأمريكي القادم".