ذكرت تقارير فلسطينية، أمس، أن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم في أحدث الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة، فيما يبحث وفد من حركة حماس في القاهرة أفكاراً جديدة حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وذكرت مصادر طبية أن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم جراء غارة إسرائيلية قرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وقضى خمسة في غارة استهدفت سيارة، بينهم ثلاثة موظفين من منظمة «المطبخ المركزي العالمي»، التي كانت علقت جهودها في تقديم المساعدات في الأراضي التي دمرتها الحرب في وقت سابق من هذا العام بعد أن أسفرت غارة إسرائيلية عن مقتل سبعة من موظفيها، معظمهم من الأجانب.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنه تم نقل «خمسة شهداء على الأقل، بينهم ثلاثة من العاملين في المطبخ العالمي» جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي سيارتهم التي كانت تسير على شارع صلاح الدين الرئيسي، في شمال شرق مدينة خان يونس.

وقال إن القتلى الثلاثة العاملين في المنظمة هم «عازم أبو دقة وهو مدير قسم المطابخ الاجتماعية في المطبخ العالمي بجنوب قطاع غزة، وعاهد عزمي قديح، ومحمد عادل النملة».

وأشار إلى أن السيارة المستهدفة كانت «مميزة بشعار المطبخ ومكشوفة للاحتلال خاصة أن طائرته المسيرة تحوم فوق كل شبر في قطاع غزة».

وذكر شهود عيان أن السيارة المستهدفة كانت خلف قافلة لمركبات تحمل مساعدات.

وفي أبريل، قتل سبعة عاملين في «وورلد سنترال كيتشن» في ضربة إسرائيلية في غزة، ليقر الجيش الاسرائيلي حينذاك بارتكابه «خطأ كبيراً».

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحاً كان شارك في هجوم 7 أكتوبر. وفي بيان لاحق، ذكر أنه اكتشف أن هذا الشخص عمل مع «المطبخ المركزي».

وفد في القاهرة

في الأثناء، أكد قيادي في حركة حماس أن وفداً قيادياً برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية وصل أمس، إلى القاهرة لإجراء مباحثات تتعلق بأفكار جديدة حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقال القيادي وهو عضو في المكتب السياسي للحركة إن الوفد وصل إلى القاهرة تلبية لدعوة من مصر «لمناقشة جملة من الأفكار والاقتراحات الجديدة التي تهدف إلى التوصل لاتفاق لوقف الحرب وصفقة تبادل للأسرى».

وشدد على أن حماس «منفتحة على مناقشة كل الأفكار والاقتراحات التي تقود لوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وصفقة جادة لتبادل الأسرى».

وأكد أن حماس «لم تتلق أي عرض أو اقتراح جديد حتى الآن، لكن الحركة جاهزة لدراسة اتفاق لوقف إطلاق النار والانسحاب تدريجياً من القطاع بشرط أن تتوافر ضمانات دولية تقود إلى وقف نهائي للحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتبادل الأسرى، على أن يكون مشروطاً بموافقة والتزام الاحتلال به».

ومنذ أن تم التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب في غزة في نوفمبر 2023، قادت الولايات المتحدة مع قطر ومصر وساطة، لكنها لم تثمر. واستمرت تلك الهدنة أسبوعاً وأتاحت إطلاق أسرى كانوا محتجزين في القطاع مقابل أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.

وأوضح مصدر آخر في «حماس» أن وفد الحركة «سيجتمع مع وفد قيادي من حركة فتح وصل القاهرة لاستكمال البحث في آليات المصالحة واليوم التالي للحرب في غزة».

وأشار إلى أن النقاشات ستتناول «الاقتراح المتعلق بتشكيل لجنة إدارية من كفاءات مستقلة لتولي إدارة المساعدات والإعمار».