استقبل الفلسطينيون في قطاع غزة عام 2025 الجديد بمزيد من الضحايا، مع تزامن بين قصف إسرائيلي مستمر وأمطار أغرقت خيام النازحين في القطاع المحاصر.

وفوق ويلات الحرب وضحايا القصف، يزداد الأمر سوءاً بالنسبة للنازحين، حيث غرق خيامهم والبرد الذي يفتك بأطفالهم في ظل منخفض جوي يضرب القطاع الذي يشهد منذ أيام عدة هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية تسببت بغرق عدد من الخيام واقتلاع بعضها.

وتنقل وكالة أنباء «شينخوا» الصينية شكاوى نازحين من الصعوبات التي يواجهونها خلال المنخفض، في ظل انعدام وسائل التدفئة اللازمة لهم ولعائلاتهم أو حتى أماكن تؤويهم من هطول المطر الشديد.

وتورد مثالاً على هذه المعاناة، إبراهيم شكري الذي قضى أغلب الليلة قبل الماضية في محاولة إخراج مياه الأمطار التي داهمت خيمته في مواصي خان يونس. ويقول الرجل الثلاثيني وهو يحفر ما يشبه بالخندق الصغير حول الخيمة في محاولة يائسة لمنع دخول مياه الأمطار «غرقنا، ومياه الأمطار دمرت كل ما هو داخل الخيمة، ولا حياة لمن تنادي، لا يوجد أي أحد يشعر بمعاناة أهل الخيام».

خيمة مهترئة

وفي خيمة قريبة من شكري، تقف جيهان علي، داخل خيمة مهترئة تتسرب بها مياه الأمطار من كل اتجاه، وفي منتصف الخيمة تضع بعض الأواني على الأرض لتتجمع بها المياه حتى لا تغرق الخيمة.

وتقول السيدة الأربعينية جيهان علي وهي تحمل طفلها الصغير على يدها «لم نتمكن من النوم الليلة الماضية داخل الخيمة، وكل الأغطية والفراش كانت مبللة بفعل الأمطار».

وأضافت «هذه خيام لا تصلح لا للصيف ولا للشتاء، نحن أهل الخيام نعيش في الجحيم ولا أحد يشعر بمعاناتنا». وقال الدفاع المدني في بيان إن حوالي 1500 خيمة غرقت بمياه الأمطار، منوهاً إلى أن العاملين في الدفاع المدني يتلقون عشرات الآلاف من نداءات الاستغاثة من النازحين.

وأوضح الدفاع المدني أنهم «لم يتمكنوا من التعامل مع نداءات الاستغاثة، بسبب عدم توفر أي إمكانيات تتيح لهم المجال لإنقاذ النازحين من الغرق بمياه الأمطار». وبسبب المنخفض الجوي والبرد القارس، توفي سبعة فلسطينيين بينهم ستة رضع خلال سبعة أيام، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

الحجر والبشر

وعرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريراً بعنوان «فيضانات مدمرة جرفت الحجر والبشر.. شتاء قارس نخرت برودته عظام أكثر من مليوني نازح في غزة»، إذ يتعرض القطاع إلى شتاء قارس نخرت برودته في عظام أكثر من مليوني نازح، بعدما اقتلعت منازلهم من الجذور، ومُحيت أحياؤهم كأنها لم تكن يوماً، وحدها الخيام كانت الملاذ لهؤلاء، خيام لم تقيهم حر الصيف الشديد ولا صمدت أمام رياح الشتاء العاصفة.

واقتحمت الفيضانات على النازحين خيامهم المهترئة، فأخذت في طريقها أغراضهم البالية وأطفالهم المتجمدة أوصالهم لتلحق بأحلامهم وبيوتهم التي دمرها القصف الإسرائيلي.