أفادت مصادر فلسطينية قريبة من المحادثات الخاصة بغزة بأن الوسطاء الأمريكيين والعرب أحرزوا بعض التقدم في جهودهم للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكن ليس بما يكفي لإبرام اتفاق. فيما تواصل إسرائيل هجماتها، حيث ارتفعت حصيلة القتلى مند بداية الحرب إلى 46 ألف قتيل، بينما كشفت «اليونيسيف» عن مقتل 74 طفلاً بأول أسبوع من 2025.

وقال مسعفون فلسطينيون إنه مع استمرار المحادثات في قطر، نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات في أنحاء قطاع غزة مما أسفر عن مقتل 17 شخصاً على الأقل.

وتبذل قطر والولايات المتحدة ومصر جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في الصراع المستمر منذ 15 شهراً وإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم «حماس» قبل أن يترك الرئيس جو بايدن منصبه.

وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة، إن عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن لا يعني أن المحادثات لن تذهب إلى أي مكان، وقال إن هذه هي أكثر المحاولات جدية حتى الآن للتوصل إلى اتفاق.

مفاوضات مكثفة

وأضاف: «هناك مفاوضات مكثفة، إذ يتحدث الوسطاء والمفاوضون عن كل كلمة وكل التفاصيل. وقال لـ«رويترز»: «هناك اختراق عندما يتعلق الأمر بتضييق الفجوات القديمة القائمة لكن لا يوجد اتفاق بعد»، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

أمنياً، تواصل إسرائيل التصعيد حيث أعلنت وزارة الصحة أن 85 فلسطينياً قتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما ارتفعت حصيلة القتلى الإجمالية إلى 46006 قتلى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة قبل ستة عشر شهراً.

وقالت الوزارة في بيان، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب «3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة» وصل منها للمستشفيات 85 قتيلاً خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن حصيلة القصف الإسرائيلي ارتفعت إلى 46006 قتلى و109378 مصاباً منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

ومن بين القتلى الذين سقطوا أمس نتيجة للقصف الإسرائيلي ثمانية فلسطينيين قتلوا في منزل في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في غزة، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

استهداف الأطفال

من جانبها أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) مقتل ما لا يقل عن 74 طفلاً في قطاع غزة، فقط خلال السبعة أيام الأولى من عام 2025.

وقالت اليونيسيف، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أمس، إن «أطفالاً قُتلوا في عدة أحداث تضمّنت خسائر بشرية جماعية، بما في ذلك هجمات ليلية في مدينة غزة، وخان يونس، والمواصي، التي أُعلن عنها من جانب واحد بأنها «منطقة آمنة» في جنوب القطاع. وشهد آخر هجوم، والذي حدث الثلاثاء، مقتل خمسة أطفال في المواصي».

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل: «بالنسبة لأطفال غزة، جلبَت السنة الجديدة المزيد من الموت والمعاناة من الهجمات والحرمان والتعرّض المتزايد للبرد. كان ينبغي التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار منذ مدة طويلة، فالعديد من الأطفال قتلوا وخسروا أحباءهم في هذه البداية المأساوية للسنة الجديدة».

وفيات من البرد

ووفق اليونيسيف «يواجه الأطفال أخطاراً شديدة، إذ يعيش أكثر من مليون طفل في خيام مرتجلة، كما هُجّرت أسر عديدة على امتداد الأشهر الـ15 الماضية. ومنذ 26 ديسمبر الماضي، أفادت التقارير بوفاة ثمانية أطفال صغار ومواليد جدد بسبب انخفاض حرارة الجسم، وهو أمر يشكل تهديداً رئيسياً على الأطفال الصغار غير القادرين على تنظيم درجة حرارة أجسامهم».