وصل الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة إلى مستويات «خطيرة وكارثية»، بسبب نقص أو نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، وإغلاق مراكز علاج سوء التغذية، وفي ظل القصف الدامي المتواصل على القطاع. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، في بيان أمس، أن الجيش الإسرائيلي قتل 490 طفلاً فلسطينياً خلال الـ20 يوماً الماضية، ليرتفع عدد مجمل من قتلتهم إسرائيل منذ 18 مارس الماضي إلى 1350 بينهم نساء ومسنون.
والتقى وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة يوسف أبو الريش مع منسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة في الأمم المتحدة سوزانا تكاليتش، وفقاً للوزارة. وقال أبو الريش إن 59 % من الأدوية الأساسية، و37 % من المهام الطبية رصيدها صفر، مؤكداً أن استمرار إغلاق المعابر يفاقم الحالة الصحية لمئات المرضى والجرحى ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج.
وأوضح أن 13 ألف حالة مرضية بحاجة إلى مغادرة القطاع لمتابعة العلاج التخصصي، لافتاً إلى أن منع الإمدادات الغذائية يهدد الأمن الغذائي ويزيد من خطورة تسجيل حالات وفاة بين الأطفال بسبب سوء التغذية والإصابة بفقر الدم.
وأشار إلى أنه خلال الحرب تم تسجيل 52 حالة وفاة بين الأطفال بسبب سوء التغذية، قائلاً: «نحن أمام أرقام جديدة ما لم يتم إدخال الإمدادات الغذائية». وأفاد بأن مستشفيات غزة بحاجة ماسة إلى محطات الأوكسجين لتمكين الأقسام الحيوية بمتابعة تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى، موضحاً أن الخدمة الصحية تعتمد على المولدات الكهربائية وهي مهددة بالتوقف جراء نقص الوقود وقطع الغيار والزيوت والفلاتر. وكشف عن 16 مركزاً صحياً خرجت تماماً عن الخدمة.
وأكد أبو الريش أن عديد التدخلات الطارئة لا يمكن إتمامها جراء عدم توفر الأجهزة الطبية التشخيصية، لافتاً إلى أن الاستهداف المباشر لطواقم الإسعاف والفرق الإنسانية يشكل عائقاً كبيراً أمام جهود إخلاء الجرحى والمصابين.
في الأثناء، أعلن الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» كاظم أبو خلف، إغلاق نحو 21 مركزاً لعلاج سوء التغذية في غزة، نتيجة استئناف الحرب الإسرائيلية، وإصدار أوامر إخلاء في المناطق العاملة. وأوضح، في تصريحات صحافية، أن «اليونيسف» تنتظر إصدار تقرير من الهيئة الخاصة بتصنيف الأمن الغذائي في قطاع غزة، وعرض النتائج.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل إغلاق المعابر مع القطاع، ويمنع إدخال المساعدات، والمواد الطبية والمكملات الغذائية، وغيرها، منذ 35 يوماً.
يذكر أن «اليونيسف»، صرحت أمس بأن أكثر من مليون طفل في غزة حرموا من المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من شهر، لافتة إلى أن استمرار منع دخول المساعدات إلى غزة يمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وعواقبه وخيمة على الأطفال.
وأكدت أن لديها آلاف الطرود من المساعدات تنتظر الدخول إلى القطاع، وأنه يجب السماح بدخولها فوراً، كما أن الأغذية التكميلية للرضع في غزة قد نفدت، ولم يبقَ من الحليب الجاهز إلا ما يكفي لـ400 طفل فقط لمدة شهر.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية على القطاع أمس، عن مقتل ما لا يقل عن 24 فلسطينياً، من بينهم أكثر من عشرة أطفال ونساء. وأسفرت الغارات الأخيرة التي وقعت ليل السبت/ الأحد عن استهداف خيمة ومنزل في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل خمسة رجال، وخمس نساء، وخمسة أطفال، بحسب مستشفى ناصر الذي استقبل الجثث.