لم يرشح أي جديد عن مفاوضات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما يشير إلى أن طريق المفاوضات بلا نتيجة، في حين تتقطع السبل بمئة ألف فلسطيني شمالي غزة.
قناة «كان» الإسرائيلية نقلت عن مصادر تفاوضية قولها إن حركة «حماس» طرحت اقتراحاً لصفقة تبادل الأسرى ملخصها «الكل مقابل الكل»، وتفصيلها «الإفراج عن جميع الأسرى مقابل وقف الحرب والانسحاب الكامل والفوري من قطاع غزة».
مصدر من «حماس» قال إنه «بعد اغتيال يحيى السنوار لم يعد لدينا ما نخسره، ومتمسكون بشروطنا»، وفق ما نقلت «كان»، لكنه أبقى الباب مفتوحاً لمزيد من النقاش، مع أن القناة 12 الإسرائيلية شككت بإمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات، طالما تصر إسرائيل على موقفها. أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فقال - وفق وكالة رويترز- إن اجتماعات الدوحة ركزت على خطة جديدة تأخذ بعين الاعتبار المقترحات السابقة والتطورات الجديدة. وذكر مكتبه في بيان أن «المناقشات ستستمر خلال الأيام المقبلة بين الوسطاء وحماس لتقييم جدوى المحادثات وكذلك لتقييم محاولة مستمرة للمضي قدماً في التوصل إلى اتفاق».
ووفقاً لقناة «روسيا اليوم»، فقد وصف مسؤول إسرائيلي أجواء مباحثات الدوحة بـ«الإيجابية»، مشيراً إلى اعتزام الوفود المشاركة عقد اجتماع آخر خلال أيام. وصرح لـ «قناة 12» بأن البحث في الدوحة تناول «مبادرة واسعة تأخذ في الحسبان العرض المصري لصفقة التبادل». لكن القناة أشارت إلى أن نتانياهو والوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يرفضون اقتراح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يدعو إلى هدنة ليومين مع إطلاق سراح 4 أسرى إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين. وذكرت القناة أن الاقتراح أيدته أجهزة الأمن الإسرائيلية، بالإضافة إلى معظم وزراء «الكابينيت»، وأضافت: إن «الاقتراح لم يُطرح على التصويت، وتم إرسال رئيس الشاباك إلى مصر لتعديله».
قصف ونزوح
ميدانياً، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن 36 فلسطينياً على الأقل قضوا في غارات جوية وقصف إسرائيلي أمس، غالبيتهم في شمال القطاع. ونقلت «رويترز» عن الدفاع المدني الفلسطيني قوله إن دبابات إسرائيلية توغلت أمس، في شمال غزة، ما أدى إلى تقطع السبل بنحو 100 ألف فلسطيني في مخيم جباليا ومدينتي بيت لاهيا وبيت حانون بلا إمدادات طبية أو غذائية.
وقالت المستشفيات الثلاثة في شمال غزة (كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة)، التي رفض المسؤولون فيها تنفيذ أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلائها، إنها أصبحت غير عاملة تقريباً. وقد تضرر ما لا يقل عن اثنين منها جراء القصف الإسرائيلي فضلاً عن نفاد مخزون الأدوية والطعام والوقود.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن طبيب أطفال واحداً فقط بقي في مستشفى كمال عدوان الذي يبلغ عدد العاملين الطبيين فيه حوالي 70، وذلك بعد أن «اعتقلتهم إسرائيل ورحلتهم».
وقال سكان بشمال القطاع إن القوات الإسرائيلية تحاصر المدارس وغيرها من الأماكن التي تؤوي الأسر النازحة وتأمرهم بمغادرتها، ثم تعتقل الرجال من دون معرفة مصيرهم، وتخرج النساء والأطفال من المنطقة باتجاه مدينة غزة إلى الجنوب.
ولم يتوجه سوى عدد قليل من العائلات إلى جنوب غزة، إذ فضلت الأغلبية النزوح مؤقتاً إلى مدينة غزة خوفاً من عدم تمكنهم من الرجوع إلى منازلهم مجدداً. وقال البعض إنهم يفضلون الموت على النزوح. وقال أحد سكان جباليا عبر تطبيق للدردشة «العالم مشغول بالكلام الفاضي عن هدنة لأيام قليلة، الاحتلال الإسرائيلي قاعد بيمسح شمال غزة وبيهجر ناسها». وأضاف «لكن لا نتانياهو ولا آيلاند راح يقدروا يطلعونا من شمال غزة».