يمضي الجيش الإسرائيلي قدماً في تنفيذ «خطة الجنرالات»، رغم نفيه لذلك، عبر سلسلة من الإجراءات، التي تشمل فرض حصار حول منطقة جباليا، إضافة إلى عزلها عن بقية شمال القطاع، وعزل شمال القطاع عن مدينة غزة، في محاولة لتطبيق خطة الحصار والتجويع، في إطار عمليته العسكرية المتواصلة على محافظة الشمال منذ نحو شهر.

قناة «روسيا اليوم» نقلت عن صحيفة «يديعوت أحرونوت» قولها، إن الجيش الإسرائيلي دفع بلواء «كفير» للمشاركة في عملية التوغل المستمرة في منطقة جباليا، ليصبح العدد الإجمالي للألوية القتالية في المدينة المحاصرة شمال القطاع ثلاثة ألوية، وذكرت الصحيفة أن ذلك يأتي في وقت تمنع فيه القوات الإسرائيلية دخول المساعدات الإنسانية إلى محافظة شمال غزة، ما يؤدي إلى تعطل كامل للخدمات الصحية والمدنية، بالتزامن مع القصف المتواصل.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه عزل منطقة جباليا وضواحيها عن باقي أنحاء غزة، حيث يسعى لتنفيذ خطة الحصار والتجويع والتهجير القسري للمدنيين.

وتوضح الصحيفة أن منطقة جباليا تعاني من حصار كامل منذ بداية عملية التوغل البري، التي أطلقها الجيش شمال غزة.

وواصل الجيش الإسرائيلي عملياته لعزل جباليا عن باقي أجزاء شمال القطاع، حيث زاد من عديد جنوده في منطقة شمال محور «نتساريم»، التي تبعد حوالي خمسة كيلو مترات عن الحدود الشمالية للقطاع، ويجري تفتيش المدنيين، الذين يغادرون باتجاه مدينة غزة باستخدام تقنيات التعرف على الوجه.

بقاء قوات

ولا يستبعد الجيش الإسرائيلي إمكانية بقاء كتيبة أو لواء بعد انتهاء الهجوم على جباليا في «الممر الجديد» الذي يفصل الثلث الشمالي من القطاع، والذي يضم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون عن مدينة غزة.

ويعتبر الجيش الإسرائيلي جباليا «النواة الصلبة» لحركة حماس في شمال القطاع، حيث توجد فيها قيادات ومئات المقاومين، رغم العمليات السابقة التي نفذها الجيش في المنطقة.

وفي الوقت الذي أفادت فيه المصادر الإسرائيلية بأن عشرات الآلاف من السكان غادروا المنطقة مؤخراً، كثف جيش الاحتلال قصفه المدفعي.

ويقول الجيش الإسرائيلي، إن السكان الجوعى لا يمكنهم ضمان دعم «حماس»، ويضيف، إن استجواب المعتقلين يوفر معلومات استخباراتية حول مواقع الأسلحة والمتفجرات.

ومن جهة أخرى، أفادت «يديعوت أحرونوت» بأن الدعم الجوي للعمليات البرية انخفض بسبب التركيز على المعارك في جنوب لبنان، كما تم توزيع الطائرات بدون طيار «زيك» على مستوى كل لواء، ما أضعف قدرة المراقبة الجوية.

قصف مستمر

في الأثناء، تنقل وكالة «رويترز» عن مسعفين أن القوات الإسرائيلية كثفت قصفها للقطاع، أمس، حيث لقي 31 فلسطينياً على الأقل حتفهم، أكثر من نصفهم في مناطق بشمال القطاع.

وقضى 13 فلسطينياً في هجمات منفصلة على منازل في بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا، والباقون في غارات جوية منفصلة على مدينة غزة ومناطق جنوب القطاع، بما في ذلك ضربة في خان يونس، قال مسؤولون بمجال الصحة إنها أودت بحياة ثمانية فلسطينيين، بينهم أربعة أطفال.

وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الهجوم الإسرائيلي المستمر في شمال القطاع يمنعها من الوصول إلى آلاف الأطفال في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال.