قُتل عشرات الفلسطينيين أمس الأحد بضربات إسرائيلية على قطاع غزة وفق الدفاع المدني، فيما شنّ الجيش الإسرائيلي غارات دامية على لبنان استهدفت اثنتان منها قلب العاصمة بيروت.

وبموازاة تواصُل الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، تستمر المواجهة المفتوحة مع حزب الله بلبنان.

وقضى ما لا يقل عن 60 شخصا بغارات إسرائيلية على القطاع الفلسطيني الأحد، حسبما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل.

وقعت الغارة الأكثر دموية ليل السبت الأحد في بيت لاهيا بشمال القطاع، واستهدفت مبنى من خمس طبقات انتُشلت من تحت أنقاضه ما لا يقل عن 34 جثة يعود عدد منها لنساء وأطفال، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، وفق ما أكد بصل لوكالة فرانس برس.

وقال بصل إن الغارة "حدثت قرابة الثانية فجرا (بالتوقيت المحلي)، لكن القصف المدفعي منع المسعفين والمواطنين من الوصول إلى المكان لأكثر من ست ساعات".

26 قتيلا بمناطق أخرى في غزة

بدأ الجيش الإسرائيلي في 6 أكتوبر هجوما بريا واسعا بشمال قطاع غزة لمنع مقاتلي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم.

وقال الجيش "هناك أنشطة إرهابية مستمرة في منطقة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة. خلال الليل نُفّذت ضربات عدة على أهداف إرهابية في المنطقة".

كذلك، قُتل 26 آخرون بينهم نساء وأطفال في قصف برفح وخان يونس (جنوب) والنصيرات والبريج (وسط).

وقال الدفاع المدني إن "هجوما بمسيّرة إسرائيلية" في خان يونس "استهدف مجموعة أشخاص غير مسلحين كانوا يشرفون على تسليم مساعدات، ما أسفر عن ستة قتلى".

وتحدث جهاد عيد الذي خسر ابن شقيقه بغارة على منزل في البريج عن وضع "رهيب".

اندلعت الحرب في غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وأسفر الهجوم عن 1206 قتلى غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لفرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة مَن لقوا حتفهم أو قُتلوا في الأسر.

وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وأسفرت الحملة العنيفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في غزة ردا على هجوم حماس عن 43846 قتيلا على الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.

إلى ذلك، رفضت إسرائيل تقرير لجنة أممية رأت أن الحرب التي تخوضها في القطاع "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية"، متهمة المنظمة الدولية بـ"الانحياز" و"معاداة إسرائيل".

وقالت وزارة الخارجية السبت إن "الأمم المتحدة تحطم رقمها القياسي عندما يتعلق الأمر بالتقارير المنحازة التي تستهدف إسرائيل والاختلاقات المعادية لإسرائيل".

وكانت لجنة أممية خاصة قالت الخميس إن إسرائيل "تتسبب عمدا في الموت والتجويع والإصابات الخطرة" بقطاع غزة، متهمة إياها باستخدام "التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين".

قصف دام على بيروت

في لبنان حيث يواصل الجيش الإسرائيلي حربه ضد حزب الله بعد عام من تبادل القصف عبر الحدود، واصلت إسرائيل الأحد غاراتها الكثيفة مستهدفة وسط بيروت وضاحيتها الجنوبية وجنوب البلاد.

وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله من المناطق الحدودية في جنوب لبنان ووقف هجماته الصاروخية التي أدت إلى نزوح نحو 60 ألف شخص من سكان شمال إسرائيل.

وقضى مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف في غارة على مركز حزب البعث بحي رأس النبع بوسط بيروت الأحد، وفق ما أفاد مصدر أمني.

وقالت وزارة الصحة إن هذه الغارة "أسفرت عن أربعة قتلى بينهم امرأة، و14 جريحا بينهم طفلان".

وأكد الجيش الإسرائيلي "تصفية" عفيف، قائلا إنه كان متورطا بشكل مباشر في نشاط حزب الله ضد إسرائيل.

قتلت إسرائيل في الأشهر الأخيرة كثيرا من القادة السياسيين والعسكريين في الحزب، في مقدَّمهم أمينه العام حسن نصر الله الذي اغتيل بضربة ضخمة طالت ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر.

وأسفرت غارة ثانية مساء الأحد في منطقة مار الياس التجارية ببيروت عن قتيلين و13 جريحا وفق وزارة الصحة.

واستهدفت هذه الغارة متجر إلكترونيات، حسب مصدر أمني.

واستخدم إطفائيون خراطيم مياه لإخماد النار التي التهمت طبقتي المتجر، حسب فرانس برس.

وقالت لينا (59 عاما) التي تبعد شقتها في مار الياس أقل من 500 متر من المكان المستهدف إن الضربة طالت شارعا "أسلكه يوميا للتوجه إلى العمل (...) إنه حي سكني".

على الأثر، أعلنت وزارة التربية اللبنانية أن المدارس في بيروت ومناطق محيطة بها ستغلق الاثنين والثلاثاء.

وواصلت إسرائيل أيضا غاراتها على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذارات بالإخلاء وجهتها إلى سكان يقيمون قرب "منشآت لحزب الله".

كما قصفت مناطق عدة بجنوب لبنان حيث أكد الجيش اللبناني مقتل اثنين من جنوده.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 11 شخصا وإصابة 48 آخرين في غارات إسرائيلية استهدفت الأحد بلدات في منطقة صور بجنوب لبنان.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن غارة إسرائيلية عنيفة استهدفت بلدة الخيام (جنوب) التي أعلن حزب الله مسؤوليته عن ثلاث هجمات ضد جنود إسرائيليين في ضواحيها.

كما أطلق حزب الله رشقة صاروخية جديدة نحو منطقة خليج حيفا والجليل الغربي في شمال إسرائيل، حسب الجيش الإسرائيلي.

وأفاد الجيش الإسرائيلي وكالة فرانس برس الأحد بأنه قصف منذ صباح السبت "أكثر من 200" هدف في لبنان.

منذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر 2023، قُتل 3480 شخصا في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.