تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، انطلقت أمس في العاصمة أبوظبي، فعاليات أسبوع أبوظبي للطفولة المبكرة، الذي يقام في فندق إرث بأبوظبي خلال الفترة بين 29 أكتوبر و2 نوفمبر.

وبدأت فعاليات اليوم الأول بانطلاق ملتقى أبحاث تنمية الطفولة المبكرة، الذي جمع أكثر من 90 باحثاً من الخبراء والمتخصصين من دولة الإمارات والمنطقة العربية والقارة الأفريقية، يمثلون 37 جنسية مختلفة، سيسعون على مدى الأيام الثلاثة للملتقى إلى تعزيز التعاون والابتكار ومناقشة تحديات وفرص تعزيز العلوم والأبحاث في مجالات تنمية الطفولة المبكرة.

وأكدت سناء سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، في مستهل الملتقى، أنه وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، قادت إمارة أبوظبي جهود تمكين الأطفال في سنواتهم الأولى، حيث عملت الهيئة بالتعاون مع شركائها، على تحقيق ذلك بأساليب جديدة ومبتكرة.

وقالت سناء سهيل: «منذ البداية، شكل البحث وإنتاج المعرفة ركيزة أساسية في مسيرتنا. فعندما طورنا استراتيجية قطاع تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي، أدركنا أن الباحثين يتمتعون بعدد من العوامل التمكينية الرائعة، ولكنهم يواجهون أيضاً بعض التحديات، مما أدى إلى نقص الدراسات العلمية المنشورة، والعديد من هذه التحديات هي في الواقع تحديات عامة بالنسبة لقطاع تنمية الطفولة المبكرة، حيث تبلغ نسبة الأبحاث من مناطقنا 3 % فقط».

يوم الابتكار

وفي وقت متزامن، انطلقت فعاليات يوم الابتكار في تنمية الطفولة المبكرة بمشاركة أكثر من 30 خبيراً محلياً وعالمياً في قطاعات متعددة، لتقديم رؤى معمقة حول مواضيع بناء المنظومات ودعم الشركات الناشئة ومواكبة أحدث التقنيات.

وخلال كلمة افتتاح يوم الابتكار في تنمية الطفولة المبكرة، قال بدر سليم سلطان العلماء، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار: «يعتبر الابتكار ركيزة أساسية في بناء اقتصاد المستقبل.

وتعزز أبوظبي قدرات أجيال المستقبل في مرحلة الطفولة المبكرة، وتوفر لهم بيئة تنمي فيهم المرونة والمهارات والأفكار التي تمكنهم من المساهمة في بناء عالم أفضل».

من جانبه، قال الدكتور يوسف الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع المعرفة والريادة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، خلال كلمته في يوم الابتكار في تنمية الطفولة المبكرة:

«نلتقي اليوم لاستكشاف التطورات التحولية في مجال تنمية الطفولة المبكرة، من خلال رعاية منظومة الابتكار والاستفادة من التقنيات الناشئة، إذ إن التزام إمارة أبوظبي برعاية الأفكار الجديدة ودعم نمو ريادة الأعمال ينسجم مع رؤيتنا في أن نكون مركزاً عالمياً للتنويع الاقتصادي، حيث إن تشكيل شبكة للتعاون بين الشركات الناشئة والمستثمرين والمؤسسات الحكومية والأكاديمية يعتبر عاملاً مهماً في تسريع الابتكار وتلبية احتياجات المجتمع».

بدوره، قال إيان هاثاواي، المؤسس المشارك والشريك العام لشركة فار آوت فينتشرز، والمؤلف المشارك لكتاب «نهج مجتمع الشركات الناشئة»، في الكلمة الرئيسية بعنوان «أهمية الابتكار والمنظومة» التي ألقاها ضمن جلسات العمل:

«الابتكار ليس مجرد فكرة رائعة، بل هو تطبيقها بطريقة تقدم القيمة للمجتمع، وهو ما يتطلب منظومات يزدهر فيها التعاون.

ويكون رواد الأعمال عاملاً أساسياً فيها. لذا، فإن دعم هذه المنظومات عامل أساسي لرعاية الابتكار، خاصة في مجالات مثل تنمية الطفولة المبكرة التي تؤثر فيها الحلول بشكل جذري على حياة الأطفال والعائلات».

3 تقارير

وشهد يوم الابتكار في تنمية الطفولة المبكرة، إطلاق هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لثلاثة تقارير متخصصة حول أبرز التحديات التي تؤثر على الأطفال مع تقديم توصيات لمعالجتها، وهي تقرير «التوجهات الكبرى لعام 2024 في مجال تنمية الطفولة المبكرة»، وتقرير «الازدهار الحضري:

بناء مدن مستدامة صديقة للأسرة بالشراكة مع الدار العقارية»، وتقرير «مُخرجات وابتكارات مبادرة «ود»: بناء مجتمعات مزدهرة من خلال الابتكار في السنوات المبكرة».

وحدد تقرير «التوجهات الكبرى لعام 2024 في مجال تنمية الطفولة المبكرة» سبعة توجهات عالمية كبرى لتنمية الطفولة المبكرة، وهي التعلم المتغير، وقيمة الوقت، والمجتمع دائم الشباب، والهجرة والتحول الحضري، والتكنولوجيا والإنسانية، وضعف التوافق بين المنظومات، ومرحلة ما بعد الموارد، بما يعكس التغيّر الكبير الذي يشهده المجتمع والتحول الجذري في طرق التعليم.

في حين استعرض تقرير «الازدهار الحضري: بناء مدن مستدامة صديقة للأسرة بالشراكة مع الدار العقارية»، التحديات التي تواجه الأطفال في البيئات الحضرية، مثل محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية والمساحات الترفيهية الخارجية وخيارات التنقل الآمنة.

حيث اقترح التقرير إطار عمل استراتيجي لمساعدة المدن، مثل أبوظبي، على منح الأولوية لصحة ورفاهية الأطفال وإرساء معايير عالمية في مجال تخطيط الحضري الصديق للأسر.

أما تقرير «مُخرجات وابتكارات مبادرة «ود»: بناء مجتمعات مزدهرة من خلال الابتكار في السنوات المبكرة»، فركز على التحديات الرئيسية التي تواجه تنمية الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي على وجه التحديد، مثل محدودية الوصول إلى المساحات الخضراء وأماكن اللعب في الهواء الطلق والحاجة إلى تعزيز ارتباط الأطفال بتراثهم الثقافي، مشيراً إلى أهمية الابتكار في تطوير حلول مرنه وفعّالة لمواكبة الاحتياجات المتنامية للأسر والأطفال في الإمارة.