أكدت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أن الخط الأزرق لمترو دبي سيساهم في زيادة شبكة القطارات في إمارة دبي بما تشمله من مترو وترام بنسبة 30%، حيث سترتفع أطوال الشبكة من 101 كم حالياً إلى 131 كم مع تشغيل الخط الأزرق في 9.9.2029، وسيرافق ذلك زيادة في أعداد المستخدمين بنسبة تراوح بين 20 إلى 25%.

تجربة الأمطار

وقال المهندس مالك رمضان مشمش مدير إدارة تخطيط وتطوير مشاريع القطارات في مؤسسة القطارات في الهيئة إن الخط الأزرق لمترو دبي، يعتبر خامس المشاريع الاستراتيجية في مجال المواصلات العامة، التي شملت الخطين الأحمر والأخضر لمترو دبي، وترام دبي، ومسار 2020 لمترو دبي، كما يعد من أكبر المشاريع الاستراتيجية في قطاع النقل خلال المرحلة المقبلة.

لافتاً إلى أن الهيئة استفادت من مشروعي الخط الأحمر والأخضر بدروس كثيرة، ومنها تجربة الأمطار التي حدثت العام الماضي، حيث تأثرت بها فقط المحطات الحالية التي تقع على مستوى الأرض على الخط الأحمر، لكن محطات مسار 2020 لم تتأثر، حيث تم تضمين الدروس المستفادة من المشاريع السابقة في مشروع الخط الأزرق.

وأوضح أن تنفيذ الخط الأزرق سيشهد إضافة مرآب ثالث لعربات المترو في منطقة الروّية والذي سيكون إلى جانب المرآبين الموجودين في منطقة الراشدية وجبل علي والقصيص، وذلك لاستيعاب الزيادة في عدد عربات المترو، حيث سيتم شراء وتوريد 28 قطاراً لتشغيلها في المسار الجديد.

850000

وأشار إلى أن الطاقة الاستيعابية القصوى للخط الأزرق لمترو دبي تصل إلى أكثر 850 ألف راكب يومياً بمعدل 46 ألف راكب في الساعة، وذلك بالنظر إلى حجم المحطات التي سيتم تنفيذها ضمن نطاق المشروع.

لا سيما وأن أعداد الركاب المتوقعة تبلغ 200 ألف راكب يومياً في 2030، وترتفع إلى 350 ألف راكب يومياً بحلول 2040، لافتاً إلى أن الخط الأزرق لمترو دبي سيساهم في زيادة عدد مستخدمي المترو خلال السنوات المقبلة.

وأوضح مشمش أن تنفيذ مشروع الخط الأزرق للمترو سيواجه بعض التحديات، أبرزها أن الخط يمر لأول مرة فوق خور دبي بجسر يمتد لمسافة 1.3 كم، وللتغلب عليها سيتم استخدام تقنيات بناء حديثة للغاية لتنفيذ هذا الخط فوق الخور دون التأثير على القناة الملاحية وغلق ممر القوارب.

أحدث التقنيات

وأضاف إنه من ناحية المعايير فسيتم استخدام أحدث التقنيات الموجودة في العالم لتنفيذ أعمال الأساسات تحت خور دبي، حيث تبدأ الأعمال بتنفيذ الأساسات العميقة وأعمدة المترو ودعائم جسر المترو باستخدام الجسور العلوية حتى يتشكل المسار الأساسي للقطار، وهو ما سيتطلب استخدام بوارج لبناء سقالات.

وأكد أن طرق دبي ستحافظ على مواعيد التقاطر بين القطارات المختلفة بصورة دقيقة وصولاً إلى تحقيق 100% من الالتزام بالمواعيد حسب توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث تبلغ حالياً دقة مواعيد التقاطر 99.7%.

الأنظمة الفنية

وفي ما يتعلق بتكنولوجيا القطار أشار مدير إدارة تخطيط وتطوير مشاريع القطارات في مؤسسة القطارات إلى أن اللمسات الأخيرة للعربات والأنظمة من الناحية الفنية ما زالت قيد التطوير، منوهاً أن أنظمة القطارات تتطور بشكل سريع جداً.

ولا يمكن أن نتخذ قراراً متعلقاً بالتنفيذ حالياً لما هو قادم بعد 5 سنوات، لذلك يتم تقديم تصاميم ومراجعتها من قبل الخبراء في الهيئة، وفي الوقت نفسه يتم النظر إلى أحدث التصاميم الموجودة في العالم للاعتماد عليها.

وأوضح أن المنافع الاقتصادية للمشروع كبيرة، فالمشروع سيوفر 2.6 درهم لكل درهم يتم صرفه على المشروع، وكذلك سيساهم في زيادة الاستثمار العقاري حول المناطق التي يمر فيها المسار، فضلاً عن استخدام أنظمة حديثة لتوفير الطاقة المتولدة من عملية كبح القطارات عن طريق استغلال الطاقة الكهربائية المتولدة من عملية كبح القطارات واستخدامها في تغذية الأحمال الموجودة في مرافق مترو دبي مثل:

نظام التهوية والإنارة والمصاعد، وبالتالي نحافظ على استدامتها، موضحاً أنه روعي في تحديد مسار الخط الأزرق لمترو دبي تحقيق الاستدامة في المشروع، حيث يعتبر مشروع الخط الأزرق أول مشروع نقل مطابق لمواصفات المباني الخضراء للفئة البلاتينية.

وأكد أن من أهم العناصر في تنفيذ المشروع هو التكامل بين الخط الجديد والمتمثل في مشروع الخط الأزرق والخط الحالي «الخط الأحمر والأخضر»، إذ سيجري تطوير أنظمة الخط الحالي خلال السنوات المقبلة ليتماشى مع الجديد، في ظل وجود محطات ربط بين الخط الجديد والخطين القائمين حالياً، فيما سيتم الاعتماد على أحدث التقنيات بشأن بوابات الدفع الإلكتروني، خصوصاً في ظل ما نشهده من تطور متتابع لتكنولوجياتها.