Al Bayan

الوسم.. موسم الأجواء المعتدلة وتزين الأرض بالنباتات

مع منتصف شهر أكتوبر، يبدأ موسم "الوسم" أو "الوسمي" في المنطقة، وهو يعد من أشهر المواسم العربية وأكثرها تأثيراً في الطبيعة والزراعة. ويمتد هذا الموسم حتى منتصف ديسمبر، ويتميز بارتفاع نسبة الأمطار التي تسهم في إحياء الأرض وتغذيتها.

الوسم، حسب إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، هو الموسم الذي "يسم" الأرض بالنباتات، حيث تنزل أمطاره لتشكل غطاء نباتياً يغطي الأرض كالوسم بالنار على الجلد. ويستمر موسم الوسم 52 يوماً، حيث يبدأ من طلوع "نجم العوى" في 16 أكتوبر حتى طلوع "نجم إكليل العقرب" في 6 ديسمبر.

وفي بعض المجتمعات يقدر بنحو 60 يوماً، تبدأ من منتصف أكتوبر وتنتهي مع منتصف ديسمبر.

تغيرات

يأتي الوسم بعد موسم "الصفري" أو "الصفرية"، الذي يبدأ مع طلوع نجم سهيل، حيث تشهد الأجواء انسلاخاً من شدة الحرارة. وخلال الوسم، تتجه الأجواء نحو الاعتدال نهاراً، بينما يبدأ البرد بالتغلغل ليلاً. ومع انتهاء الوسم، يبدأ الشتاء، وتتعمق برودة الطقس، ما يؤدي إلى دخول "مربعانية الشتاء".

تأثيرات

يُعد الوسم بمثابة "الربيع الأول" أو "ربيع الماء والندى"، حيث يؤدي إلى زيادة الرطوبة وتشكيل ندى الصباح، ما يُحسن من ظروف الزراعة. أمطار الوسم تُعد أكثر نفعاً للأرض، إذ تقل نسبة التبخر، مما يعزز المخزون الجوفي للمياه. ويتراوح معدل درجات الحرارة خلال هذه الفترة بين 30 إلى 34 درجة مئوية كحد أعلى، و18 إلى 12 درجة كحد أدنى.

علامات

يستدل أهل البادية على بداية الوسم برؤية اعتراض نجم سهيل والشعرى اليمانية فوق الأفق الجنوبي فجرًا. كما قد تظهر السحب القادمة من الشمال قبيل الوسم، ويُمكن أن تهطل الأمطار التي تسبق الوسم بفترة لا تتجاوز عشرة أيام، ويُطلق عليها اسم "سبق الوسم".

يمثل موسم الوسم بداية جديدة تعزز من الحياة الزراعية والنباتية، مما يساهم في تحسين البيئة ويُعد فترةً جيدة لنمو النباتات. ومع اقتراب دخول الشتاء، تبقى آمال الفلاحين معلقة على بركات هذا الموسم، الذي يضمن لهم محصولاً وفيراً ويُسهم في استدامة البيئة.