تنطلق، اليوم، فعاليات الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية 2024، وتجمع أكثر من 500 خبير من قطاع الأعمال والحكومة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني في دبي، لتبادل وجهات النظر، والمشاركة في جلسات عصف ذهني إبداعية، وتوليد الرؤى لدعم القرارات المستقبلية، في مواجهة التحديات المعقدة، التي تواجه العالم.

وستتناول مجالس المستقبل مواضيع رئيسية منها: «الابتكار من أجل النمو الشامل، العمل المناخي وحماية الطبيعة وانتقال الطاقة، وبناء الثقة من أجل التعاون العالمي، والأمن الغذائي والمائي، والذكاء الاصطناعي»، وغيرها.

وقال مارون كيروز، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لدى المنتدى الاقتصادي العالمي لـ«البيان»: «إن دبي بفضل استراتيجيتها، التي ترتكز على الابتكار والتنمية المستدامة، وفرت بيئة مثالية لتعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي، وتتجسد رؤيتها الطموحة وسعيها لتوفير حلول فعالة لمشكلات مثل تغير المناخ والأمن الغذائي.

وتعزيز الحوار الثقافي والاقتصادي، في استضافتها لمؤتمرات دولية عالية المستوى مثل «COP28»، ومجالس المستقبل العالمية، التي تسهم في تعزيز مكانتها كمركز للحوار والتعاون، حيث يجتمع قادة الفكر وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم، لتبادل الأفكار واستكشاف استراتيجيات مبتكرة لمواجهة الأزمات البيئية ومشكلات المناخ».

وأضاف، إن الخطوات الكبيرة التي اتخذتها دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في السنوات الأخيرة تؤهلها لتكون منصة عالمية متميزة على شتى الصعد فيما يخص إعادة صياغة مستقبل العالم.

تحول جذري

وتطرق كيروز في حديثه إلى أهمية المنتدى ومخرجاته مستدلاً على ذلك بتقرير «سد فجوة العمل المناخي»، الذي أطلقه المنتدى، والذي يوضح كيف يمكن للعمل المناخي للقطاع الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن يحدث تحولاً جذرياً في المنطقة، إذ يسلط الضوء على كيفية استفادة الاقتصاد من استثمارات القطاع الخاص في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء.

وهذا النوع من العمل لا يسهم فقط في تعزيز النمو الاقتصادي، بل يحدث أيضاً تأثيراً إيجابياً على سوق العمل، من خلال خلق فرص عمل عالية الجودة، الأمر الذي يساعد في تقليل معدلات البطالة وتحسين مستويات المعيشة.

ولفت إلى المنتدى الاقتصادي العالمي يعد المنظمة الدولية للتعاون بين القطاعين العام والخاص، كونه منصة لتعزيز فرص التعاون بين أصحاب المصلحة المتعددة عبر العديد من الموضوعات، التي تتناولها شبكة مجالس المستقبل العالمية، والتي تشمل خلق فرص العمل، وتحول الطاقة، والتجارة والاستثمار، فمن خلال تعزيز الحوار والتعاون بين القطاعين يمكن تحقيق تنمية مستدامة، تلبي احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة.

سياسيات مشتركة

وذكر أنه من خلال المنتدى يمكن أخذ الدروس من الأزمات الاقتصادية السابقة، التي يمكن أن تساعد في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، حيث تظهر هذه الأزمات أهمية التخطيط الاستراتيجي وإدارة المخاطر بشكل فعال، فعندما يتم فهم المخاطر المحتملة وتحديدها مسبقاً، يمكن اتخاذ إجراءات استباقية للتقليل من آثارها.

كما تؤكد هذه الأزمات ضرورة تعزيز التعاون الدولي، فالعالم لا ينفك يزداد ارتباطاً وتعقيداً، وإن أي تدهور اقتصادي في منطقة ما يؤثر على المناطق الأخرى، لذا فيجب أن تتبنى الدول سياسات مشتركة، وتعمل معاً لمواجهة الأزمات وتنسيق استجابتها.

وإلى جانب ذلك تؤكد هذه الأزمات ضرورة التركيز على الابتكار والتكيف، حيث أثبتت الأزمات التي مررنا بها سابقاً أن الأنظمة الاقتصادية، التي تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة هي الأكثر نجاحاً، وهذا يعني الاستثمار في التكنولوجيا، وتعزيز التعليم والتدريب لتهيئة الأفراد والقطاعات لمواجهة التحولات.