عبّر أبطال تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة، والفائزون بفئاته، عن جزيل شكرهم لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، القائد المتنور ورجل الفكر والإلهام، على هذه المبادرة النوعية التي تعزز في نفوس الأجيال حب القراءة وترسخ المعرفة والثقافة عنواناً ومنهجاً حياتياً يومياً في مجتمعات عالمنا العربي ودول العالم أجمع،

مؤكدين في تصريحات خاصة بـ«البيان» أثناء لقاءاتها معهم على هامش حفل تتويج بطل التحدي، أمس، أن هذه المبادرة تجسد تميز رؤى وفكر سموه إذ تمثل أساساً متيناً لبناء المستقبل المزهر وتعزيز وتقوية دعائم تطور المجتمعات.

كما أوضحوا أن اشتراكهم في منافسات التحدي، أثرى عقولهم وأفكارهم، ومنحهم، هم وجميع المشاركين فيه، آفاق تفكير منفتحة نوعية ومعارف ثرية في شتى الحقول.

كما عبر أبطال تحدي القراءة العربي عن فرحتهم الكبيرة وفخرهم العميق بفوزهم في المسابقة، عادّين هذا الإنجاز تتويجاً لجهودهم المستمرة في تعزيز ثقافة القراءة والهوية العربية.

وأشار الأبطال إلى الدور المحوري الذي لعبه دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معتبرين أن سموه مصدر إلهام لهم في سعيهم لتحقيق التميز والمعرفة. كما أعربوا عن شكرهم العميق لدولة الإمارات التي وفرت لهم منصة فريدة لتعزيز ثقافة القراءة، مؤكدين أن كل تحدٍّ هو فرصة للتفوق والتميز، ويتطلعون إلى مستقبل مشرق يزخر بالمعرفة والإبداع.

فخر وفرحة

قالت كادي بنت مسفر، (11 عاماً)، أحد أبطال التحدي الثلاثة الفائزين باللقب في الدورة الـ8: فخورة بهذا الإنجاز الذي حققته، وممتنة لجميع من دعمني وكان سبباً في ما حصدته من نجاح بذلت لأجله كبير الجهد.

وتابعت: إن فرحتي لا توصف ولا توجد كلمات أو اقتباسات يمكن أن تفي بغرض التعبير عنها.. شكراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على هذه المبادرة الرائعة.. وشكراً لجميع مسؤولي التحدي ومن رفدوني بأسباب النجاح والوصول إلى هذه النتيجة.

وأوضحت كادي أنها كانت تتوقع الفوز في التحدي، مبينة أنها قرأت ما يزيد على 100 كتاب، وأن هذه هي مشاركتها الثانية في منافساته. كما لفتت إلى أنها تهوى القراءة في العديد من المجالات.

إلا أن أكثر المؤلفات قرباً إلى قلبها، هي الكتب الثقافية والمعرفية الحياتية، مثل كتاب: كن واثقاً، الذي تعلمت منه كيف تقف بثقة أمام الناس والجمهور على مسرح تتويج لقب التحدي، وأيضاً بين أعضاء لجنة التحكيم، ذلك إضافة إلى عشقها للكتب العلمية، مثل: اكتشف جسم الإنسان.

حيث جعلها هذا الكتاب تعرف أكثر عن البشر وتعي قيمة وأهمية ما أبدعه الخالق، جلّ وعلا. وأضافة كادي: أهدي هذا الفوز لعائلتي التي دعمتني على الدوام ووفرت لي كل الظروف المناسبة كي أتمكن من القراءة ومن ثم الفوز، كما أهديه إلى وطني الغالي، المملكة العربية السعودية، ولكل من ساندني من معلمات ومشرفين.

إصرار

بدوره، أوضح الطالب المصري، محمد أحمد عبدالحليم، الفائز ببطولة التحدي عن فئة أصحاب الهمم، أنه لم يكن يتوقع الفوز ببطولة التحدي، على الرغم من أنها المشاركة الثامنة له، ولكنه كان يتطلع إلى هذا الإنجاز بقلب مليء بالتفاؤل، وحمد الله على حصوله أخيراً على اللقب، بالرغم من الصعوبات العديدة التي واجهها بسبب إعاقته البصرية.

وعدم توفر العديد من الكتب بطريقة برايل، لافتاً إلى أنه تمكن، رغم ذاك، من قراءة 400 كتاب في مختلف العلوم ومجالات المعرفة. كما بين أنه يطمح إلى أن يكون أستاذاً في الأزهر الشريف في المستقبل.

وتابع: واصلت المشاركة في دورات التحدي بإصرار وتصميم. وها أنذا أتوج دأبي وجهدي بالفوز فيه هذا العام. فقد كنت واثقاً بقدراتي وأن لا شيء سيوقفني مهما كانت الصعاب.. وهكذا وصلت لحلمي بعد مشوار طويل من الجد والجهد.

وأشعر بالسعادة الكبيرة لما أنجزت. كما أهدي هذا الفوز لوالدتي الغالية التي أخذت بيدي نحو التزود بالعلم والمعرفة. فرغم أن لي أخوين آخرين هما أيضاً من أصحاب الهمم، إلا أنها تمكنت من رعايتنا جميعاً وجعلنا نتميز، وها أنا أحصد اليوم نتاج تعبنا سوية.

نجاح لا مثيل له

فرح وفخر لا يضاهيان.. هكذا هو عنوان ومعنى فرحة الفوز ومشاعره، بالنسبة للبطلة سلسبيل صوالحة من فلسطين، أحد الفائزين الثلاثة، باللقب الرئيس في بطولة التحدي، والتي بينت في حديثها لـ«البيان»، أنه من أهم وأعظم الإنجازات في حياتها الحصول على اللقب.

ذلك بعد سنوات طويلة من الجد والاجتهاد والتعب، إذ تمكنت من تمثيل بلدها بأفضل صورة، موجهة رسالة لأبناء جيلها بأن يستمروا بالقراءة وألا ييأسوا أو يكتفوا بتجربة واحدة في الاشتراك بمنافسات التحدي، فعليهم أن يحاربوا لأجل تحقيق أحلامهم، كون الأحلام الكبيرة تحتاج إلى جهد كبير.

إرادة وعزم

وبينت سلسبيل أنها شاركت طوال 8 سنوات متواصلة في دورات التحدي، وبذلت كبير الجهد إلى أن تمكنت من تتويج جهدها نهاية المطاف بحصد لقب البطولة الذي لطالما حلمت به، مؤكدة أنها لن تتوقف عن القراءة بعد حصولها على اللقب، لأنها تنير لها دروب المعرفة والحياة والتميز.

إنجاز ومكانة

وأشار ربيع أحمد، الفائز بلقب المشرف المتميز، من سوريا، إلى أن هذه هي مشاركته الثانية في التحدي، موضحاً أن هذا الإنجاز ثمرة لدأب مستمر وجهود كبيرة بذلها مع زملائه المشرفين في المدارس الأخرى، حيث عملوا بروح الفريق الواحد، ففي كل مدرسة كانوا يداً وسنداً وداعماً لبعضهم بعضاً.

وختم: وهكذا، بهذه الروح وهذا التصميم، دعمنا بعضنا بعضاً، فتمكنت من تحقيق فوز مهم، أعده فوزاً لهم جميعاً، ضمن بطولة نوعية، إذ رفعنا بهذا علم سوريا، صاحبة الثقافة والتاريخ الطويلين، عالياً خفاقاً.

قيمة رفيعة

وقال الكاتب غيث الحوسني إن مبادرة تحدي القراءة العربي، وفق المنهج الفكري الذي أرسى قواعده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، تؤكد أهمية القراءة الحرة بوصفها أداة حضارية ومصدراً مهماً للقاء الشعوب على مائدة الآداب.

وأضاف أن هذه المبادرة تشجع على الانفتاح الثقافي وتطوير المهارات المعرفية للأجيال الشابة.

آفاق

من جانبها، أكدت الطالبة أريج سمير عشماوي أن تحدي القراءة العربي ينمي العقل والفكر، والقراءة تجلب الثقة بالنفس. وأشارت إلى أن هذه المبادرة تفتح آفاقاً جديدة للطلاب وتساعدهم على تنمية مهاراتهم الشخصية والفكرية.

رسالة

وشكر حاتم التركاوي كل من شجعه ووقف بجانبه، وخاصة والدته التي كان لها دور بارز في دعمه وتحفيزه على القراءة. وتقدم حاتم بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذه المبادرة الكريمة، التي تعكس التزام الإمارات بتعزيز ثقافة القراءة واللغة العربية وتشجيع الشباب على استكشاف آفاق جديدة.

حافز جوهري

وقالت الطالبة اليمنية تركيا عبدالله الحلبي إن أول سبب يدعوها لتعلم اللغة العربية هو أن الله شرفها واختارها من بين سائر اللغات ليخاطب بها سيدنا محمد والبشرية جمعاء من خلال القرآن الكريم. وأوضحت أن المبادرة تعزز مكانة اللغة العربية بين الأجيال وتساعد على نشرها بشكل أكبر.

مشاركة دولية

وشارك في المبادرة ممثلو 28 دولة غير عربية، حيث أكد هؤلاء أن تحدي القراءة العربي يثري وعي المجتمعت بضرورة الاعتزاز بالثقافة والتمسك بها أساساً للتنمية، مشيرين إلى أن المشاركة في هذه المبادرة تعزز الهوية الثقافية وتعطي الطلاب الفرصة للتعرف إلى تراثهم من منظور أوسع.