أكدت مرجان فريدوني، رئيس التعليم والثقافة في مدينة إكسبو دبي أن «تيرا - جناح الاستدامة» تأسس على مبادئ التعاون والابتكار، حيث تضمن شراكاتنا الاستراتيجية مع العديد من الجهات أن يبقى «تيرا» منصة رئيسية لتبادل المعرفة والحلول الموجهة نحو العمل، ما يعزز دورنا كمختبر حي للاستدامة، لافتة إلى أن الجناح عزز دوره خلال عام 2024 كمركز للتعليم المستدام، حيث استقبل «تيرا» خلال العام الماضي أكثر من 15 ألف طالب من أكثر من 74 مدرسة، الأمر الذي يعكس التزامنا بتوفير تجربة تعليمية مفيدة خارج الفصل الدراسي، ما جعل «تيرا» وجهة رائدة للزيارات المدرسية، حيث تقدم منهجاً تفاعلياً يتماشى مع الاستدامة والرعاية البيئية.
وقالت في حوار مع «البيان» إن جناح الاستدامة في مدينة إكسبو دبي ليس مجرد معرض، بل هو تجربة تحفز على التغيير وتشجع الزوار الشباب على التفكير العميق حول دورهم في تشكيل مستقبل مستدام.
ومن خلال القصص التفاعلية والتجارب العملية والأمثلة الواقعية، نوفر للطلاب فهماً أعمق لتغير المناخ واستهلاك الموارد والتنوع البيولوجي. ويتضح التأثير في كيفية تفاعل الطلاب مع المحتوى، من التعهد بالحد من نفاياتهم البلاستيكية إلى بدء مشاريع الاستدامة في مدارسهم. ومن خلال توفير مساحة حيث يلتقي التعليم بالإلهام، فإننا نعمل على تشكيل الجيل القادم من صناع التغيير.
موطن الاستدامة
وأضافت: تم تصميم «تيرا» منذ البداية ليكون موطن الاستدامة وقلبها النابض في مدينة إكسبو دبي، ومنحنا إكسبو 2020 دبي فرصة فريدة للترحيب بأكثر من مليون زائر إلى «تيرا» خلال الأشهر الستة للحدث العالمي، وهو ما أرسى دعائم راسخة ليقود مبادرات الاستدامة المستقبلية، وحرصنا على أن يبقى في تطور مستمر ليبقى متصلاً بالواقع العالمي، ما شكل مفتاح تطور استراتيجيتنا، مع التمسك برؤيتنا المتمثلة في خلق عالم يزدهر فيه البشر والطبيعة في تناغم ووئام.
وتابعت: منذ إكسبو 2020 دبي، خضع «تيرا» لتحول كبير، حيث تم إطلاقه في البداية لعرض حلول الاستدامة المبتكرة، ومنذ ذلك الحين تطور الجناح ليصبح معرضاً دائماً وجزءاً أساسياً من التزام مدينة إكسبو دبي بالتعليم والتوعية واحتضان برامج التأثير البيئي.
وعلى مدار العامين الماضيين، قمنا بتطوير نهجنا لضمان بقاء «تيرا» وجهة رئيسية للزوار من جميع الأعمار، وعملنا على خلق قصص غامرة تهدف إلى إلهام زوارنا ودفعهم للتفكير في تأثير نمط حياتهم على كوكب الأرض. كما قمنا بتوسيع شراكاتنا، وإطلاق برامج تستهدف تفعيل المشاركة المجتمعية، وتعزيز تجربة الزوار، ما يجعل «تيرا» مقصداً رئيسياً للمقيمين والزوار الدوليين.
رؤية مستقبلية
وقالت مرجان فريدوني: سيسعى «تيرا» في المستقبل إلى لعب دور رئيسي في بناء وإطلاق مبادرات فعالة، تهدف بشكل رئيسي إلى دعم التنوع البيولوجي الحضري والاستفادة من المعرفة والأبحاث العلمية. وأوضحت أن مدينة إكسبو دبي تلتزم بقيادة التغيير الهادف من خلال «تيرا»، وذلك عبر العديد من المبادرات التي تشمل المعارض المتنوعة وتفعيل المشاركة المجتمعية وإطلاق البرامج والدورات التوعوية وورش العمل المؤثرة.
وباعتباره معرضاً دائماً، يواصل «تيرا» إلهام الزوار بالقصص الغامرة والتجارب التي تحفز على التأمل والتفكير في علاقة البشرية بالكوكب. ومنذ إكسبو 2020 دبي قمنا بتطوير هذا التوجه من خلال تصميم مجموعة متنوعة من البرامج المؤثرة، والتي تهدف بمجملها الى تعزيز تأثير «تيرا» ليصل إلى آفاق عالمية.
وتشمل برامج المشاركة المجتمعية لدينا مبادرات مثل: برنامج العلوم الشعبي، الذي يدعو الجمهور من عامة الناس للمساهمة في البحث البيئي المحلي، ومهرجان الحصاد الذي يحتفل بالممارسات المستدامة، والاحتفال بالأيام البيئية الرئيسية، مثل يوم البيئة العالمي وساعة الأرض، ما يعزز الوعي والمشاركة داخل المجتمع.
وفي مجال التعليم وبرامج التأثير، كان برنامج إكسبو التعليمي حجر الزاوية، حيث قدم ورش عمل موضوعية ومبادرات توعية مدرسية وتجارب تعليمية عملية أشركت الآلاف من الطلاب وألهمت الصغار ليصبحوا أبطال المستقبل في مجال الاستدامة.
وقدمنا تجارب السياحة المستدامة، وطورنا برامج المشاركة المؤسسية، واستضفنا عدداً من قادة الفكر الدوليين لتعزيز المحادثات العالمية حول العمل المناخي. وكان من أبرز الأحداث الأخيرة زيارة الدكتورة جين جودال، التي أكد حضورها التزامنا بالتنوع البيولوجي وإشراك الشباب، وخاصة من خلال إطلاق حديقة جين جودال للملقحات ومبادرة 100 خلية نحل في 100 مدرسة.
وسائل وأدوات
وقالت: عزز «تيرا» في عام 2024 دوره كمركز للتعليم المستدام من خلال مبادرات مثل STEM MENA، أكبر مؤتمر لمعلمي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المنطقة، الذي عقد مع بالشراكة مع مجلة Teach Middle East، ومن خلال المؤتمر، تم تزويد أكثر من 450 مشاركاً بالوسائل والأدوات اللازمة لدمج مفهوم الاستدامة في الفصول الدراسية.
وبالنسبة للطلاب، فإن العروض العلمية اليومية وورش العمل العملية والجولات خلف الكواليس التي ينظمها «تيرا» تمنح الطلبة نظرة داخلية على ابتكارات تيرا في مجال الاستدامة، في حين يسلط مهرجان الحصاد الأسبوعي الضوء لزواره من العائلات على الزراعة المستدامة والتنوع البيولوجي. كما احتفلنا باليوم العالمي للبيئة من خلال أنشطة تعليمية تفاعلية في المدارس، وأطلقنا مبادرة 100 خلية نحل في 100 مدرسة.