أكد تاديو بالداني كارافييري، مدير مبادرة «حلول دبي للمستقبل - ابتكارات للبشرية» أن دبي تسعى إلى أن تكون من أبرز مدن المستقبل على مستوى العالم، وأن تقود الجهود في التخطيط لمستقبل أفضل للبشرية، مشيراً إلى أن تشجيع الابتكار واستقطاب ألمع العقول من مختلف أنحاء العالم، وتعزيز مكانة دبي كحاضنة للمواهب العالمية، يشكل ركيزة أساسية لدعم هذه الرؤية الطموحة.

وأضاف: إن مبادرة «حلول دبي للمستقبل - ابتكارات للبشرية»، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، وبرعاية وإشراف سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، تدعم المبتكرين المتميزين في المجال الأكاديمي على مستوى العالم.

وتتيح المبادرة لهؤلاء المبتكرين فرصة فريدة للتعاون المباشر مع شركاء الصناعة الذين يمتلكون الخبرة والشبكة والموارد اللازمة لتطوير المشاريع من مرحلة البحث النظري إلى السوق التجاري.

شبكة عالمية

وقال لـ«البيان»: على مدار العقد الماضي، بنينا أكبر شبكة عالمية للمواهب الأكاديمية، تضم 20 ألف أستاذ من أكثر من 800 جامعة على 6 قارات، وتهدف هذه الشبكة إلى تعزيز الوعي بالدور الحاسم الذي تلعبه الأوساط الأكاديمية في التقدم، وتسهيل التعاون في تطوير حلول ذات تأثير ملموس على حياة الناس، ونقدم لهؤلاء المبتكرين جسراً يربط بين الأوساط الأكاديمية والقطاعات الخاصة والعامة، مما يتيح للرؤى والأفكار الانتقال إلى مراحل متقدمة من التطوير وتحقيق الجدوى التجارية.

وتابع: نتلقى سنوياً آلاف الطلبات من الجامعات في أكثر من 100 دولة، بما في ذلك مؤسسات عريقة مثل ستانفورد وأكسفورد وكامبريدج ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وهذا العام، عملنا مع ألمع الطلاب والأساتذة من أكثر من 800 جامعة حول العالم، وقمنا باختيار 100 من المشاريع المتميزة لتعرض في المعرض الذي يستمر لمدة أربعة أيام، وتقدم المشاريع حلولاً ملموسة للتحديات الراهنة التي تواجه كوكبنا ومجتمعنا.

ونجح هؤلاء المبتكرون من مختلف التخصصات في تطوير حلول ونماذج تجريبية لمواجهة أبرز التحديات الملحة التي تواجه البشرية، مثل الطاقة والمواد والبيئة والصحة وعلوم البيانات والزراعة. وفي 19 نوفمبر الجاري ستعلن المبادرة عن 5 مبتكرين استثنائيين سيتم منحهم جوائز إجمالية بقيمة 360 ألف درهم، مما يمكنهم من تطوير أبحاثهم بشكل أعمق في المجالات الحيوية.

حلول إبداعية

وأردف كارافييري قائلاً: في عام 2023، شارك مشروع «أوكسارا»، الذي تم تطويره من قبل الدكتور جنانلي لاندرو والدكتور تيبو ديمولين من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ، في المبادرة، واستلهم الدكتور جنانلي من طفولته التي عاشها في منازل تقليدية مبنية من الطوب الطيني والإسمنت في توغو بغرب أفريقيا، ليطور مادة رابطة للبناء مستدامة تعتمد على تقنية تحويل نفايات البناء والهدم إلى مادة إسمنتية بديلة تتميز بكونها أكثر استدامة من الأسمنت التقليدي.

تتمتع هذه المادة بالقدرة على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بصناعة البناء بنسبة تصل إلى 90 % مقارنة بعمليات تصنيع الأسمنت التقليدي.

وفي إطار التعاون الفني، انضم الدكتور جنانلي إلى المهندس المعماري الإماراتي عبدالله الملا، مؤسس «ملا ديزاين أستوديو»، لتقديم عمل فني تركيبي مبتكر بعنوان «ستوت»، والذي يتم عرضه في أسبوع دبي للتصميم هذا الأسبوع.

ويعتمد هذا العمل الفني على استخدام مادة البناء المستدامة من «أوكسارا»، التي يتم تصنيعها من نفايات البناء والهدم. وعلى سبيل المثال، استلهم جون من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة فكرته من تجربة والده مع مرض باركنسون، فابتكر جهازاً طبياً حيوياً يدعى «بيتر»، تيمناً باسم والده. ويهدف الجهاز الذي يمكن ارتداؤه، إلى مساعدة المصابين بالمرض في التغلب على تجمد الأرجل المؤقت، وهو ضعف يعيق الحركة.

ويعتمد الجهاز على الذكاء الاصطناعي وتقنيات التتبع في الوقت الفعلي، حيث يكتشف توقف الأرجل عن الحركة ويفعل إشارات إيقاعية عبر عظم الترقوة باستخدام تقنية التوصيل العظمي.

هذه الإشارات، التي يسمعها المستخدم فقط، تعين الشخص على استعادة الحركة بسلاسة دون أن يلفت الانتباه.