في ظل رؤية قيادة طموحة واستراتيجية وطنية تسعى لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار برزت سياسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال عام 2024 كمحطات فارقة، قادت الدولة باتجاه هوية سياسية أكثر تعددية وثراء.

معززة مكانة الإمارات إقليمياً وعالمياً، ومؤكدة التزام القيادة بتلبية تطلعات المواطنين والمقيمين على حد سواء، وبدبلوماسية مرنة، حملت مواقف سموه رؤية ومشروعاً للتحديث والازدهار والريادة، وقاد السياسة الخارجية للدولة نحو موقع فعال، باتت الإمارات من خلاله لاعباً إقليمياً فاعلاً.

وخلال عام 2024 أسهمت جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تعزيز مكانة الدولة كأحد أهم الدول المحورية في المنظومة الشرق أوسطية الواسعة في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والإنسانية، فبنت الدولة مقاربتها الاستراتيجية على السعي لبناء علاقات إنسانية منفتحة، تقوم على احترام الاختلاف والتنوع والتمسك بقيم التسامح والسلم ونبذ التطرف.

وعلى المستوى الاتحادي أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قرارات بارزة على المستوى المحلي والاتحادي، فمنذ مطلع العام الجاري أعلن سموه عن تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024، بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي 2023.

وللتأكيد على التزام دولة الإمارات بتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للجميع، مؤكداً بدعمه الحثيث على موقع الإمارات كقائد عالمي في مجال الطاقة النظيفة، من خلال استثمارات كبيرة في مشروعات الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة.

وعلى صعيد مبادرات البنية التحتية والتنمية المحلية خلال العام، وإبان الأمطار الغزيرة، التي شهدتها الدولة في أبريل الماضي، وجه سموه الجهات المعنية بسرعة العمل على دراسة حالة البنية التحتية في مختلف مناطق الدولة، وحصر الأضرار التي سببتها الأمطار الغزيرة القياسية، التي شهدتها البلاد منذ بداية العام الجاري، كما وجه صاحب السمو رئيس الدولة بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأسر المتضررة من آثار الأمطار في مختلف مناطق الدولة.

سياسات تنموية

وخلال الاجتماعات الحكومية شهد عام 2024 مباركة سموه إطلاق حزمة من الاستراتيجيات والسياسات التنموية الجديدة، بما في ذلك مبادرات مجتمعية بقيمة نصف مليار درهم، مع التركيز على تعزيز مسيرة التنمية والتنافسية العالمية لدولة الإمارات، فضلاً عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، كما ركزت قرارات سموه على أهمية الهوية الوطنية ودعم الأسرة الإماراتية باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، واستناداً إليه وبتوجيهات سموه تم الإعلان عن تغيير حكومي باستحداث وزارة «الأسرة».

وتعزيز دور وزارة تنمية المجتمع وتغيير مسماها لتصبح «وزارة تمكين المجتمع»، وتعديل اختصاصاتها، وتتولى حقيبتها معالي سناء سهيل، ودعم ما سيترجمه هذا القرار من خلال العمل على برامج وطنية شاملة لزيادة تكوين الأسر في الدولة، وتعزيز نموها، وتمكينها، وترسيخ تماسكها واستقرارها، ورفع معدلات الخصوبة في الدولة.

ودعماً لركيزة العمل الإنساني والخيري والتنموي أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً اتحادياً بشأن إنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني»، تخليداً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجهود رموز الدولة المستمرة في العمل الإنساني والخيري والتنموي، وستعمل المؤسسة برعاية صاحب السمو رئيس الدولة على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية، وتوجيه الجهود نحو القضايا الأكثر تأثيراً على المجتمع المحلي والعالمي لتحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية.

تمكين الحياة الكريمة

وترجمة لتمكين شؤون المواطنين بما يضمن لهم حياة كريمة، وتنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة، حفظه الله، تم إعفاء 1277 مواطناً من مديونياتهم بقيمة إجمالية تبلغ أكثر من 401 مليون و791 ألف درهم، من خلال «صندوق معالجة الديون المتعثرة»، وذلك بالتعاون مع 18 بنكاً ومصرفاً ومؤسسة في الدولة، وترجمت هذه المبادرة رؤية القيادة الحكيمة في تسهيل شؤون حياة وأمور المواطنين، بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة .

الاحتفاء بالتعليم

وتأكيداً على أهمية التعليم ودوره في صدارة الخطط التنموية للدولة وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتماد الثامن والعشرين من شهر فبراير من كل عام «اليوم الإماراتي للتعليم»، وذلك احتفاء بأهمية التعليم في دولة الإمارات ودوره المحوري في تنميتها وتقدمها وبناء أجيالها ومجتمعها، والإسهام في نهضتها الحضارية، وترسيخ ركائز التعليم ومواصلة إعلاء مكانته ليبقى محل اهتمام خاص من قبل الدولة منذ تأسيسها.

وخلال جميع مراحل تقدمها، ويأتي تخصيص هذا اليوم ضمن الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، تعبيراً عن إيمان القيادة الحكيمة الراسخ بقيمة التعليم ودوره الجوهري في بناء الأجيال وتقدم الدول كونه المحرك الرئيس لعجلة تنميتها وتطورها، معبراً عن أهمية التعليم الذي حظي باهتمام قيادة دولة الإمارات، وأصبح محورياً في رؤيتها الاستشرافية الشاملة، فجعلته ركيزة رئيسة لبناء مجتمع معرفي متطور.

إرث الاتحاد

وتخليداً لإرث الاتحاد، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتماد الثامن عشر من شهر يوليو من كل عام «يوم عهد الاتحاد»، وذلك احتفاء بالاجتماع التاريخي، الذي عقد في هذا اليوم من عام 1971 .

والذي وقع فيه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحكام «وثيقة الاتحاد» ودستور الإمارات، وأعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وشكل هذا الاجتماع التاريخي إحدى الخطوات الرئيسة في تأسيس اتحاد الإمارات يوم 2 من شهر ديسمبر من العام ذاته.

ريادة الصناعة الإعلامية

ولتطوير قطاع الإعلام في دولة الإمارات، وتعزيز إسهاماته في ترسيخ التنمية المستدامة في الوطن، ودعم استقراره، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً اتحادياً بشأن تعيين معالي عبد الله بن محمد آل حامد، رئيساً للمكتب الوطني للإعلام بدرجة وزير، حرصاً من سموه على ترسيخ ريادة الصناعة الإعلامية الوطنية ونهضتها الشاملة.

ومواكبة التطورات العالمية في مجال صناعة الإعلام وصياغة التأثير الإعلامي، وتأهيل القيادات الإعلامية الوطنية، وتنسيق جهود الجهات المعنية داخل الدولة، من أجل تحسين جودة المنتج الإعلامي الإماراتي.

منافع سكنية

وعلى مستوى إمارة أبوظبي وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، بصرف حزمة المنافع السكنية الثلاث لعام 2024، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 13.209 مليار درهم.

وكانت الحزمة الأولى قد صرفت في أبريل لعام 2024 للمواطنين في الإمارة، بقيمة إجمالية بلغت 2.18 مليار درهم، استفاد منها 1,502 من المواطنين، ثم وجه سموه بصرف حزمة المنافع السكنية الثانية لعام 2024 للمواطنين في الإمارة، بقيمة إجمالية بلغت 3.309 مليارات درهم، استفاد منها 2.015 من المواطنين، وفي نوفمبر وجّه سموه بصرف حزمة المنافع السكنية الثالثة لعام 2024 للمواطنين في الإمارة، بقيمة إجمالية بلغت 7.72 مليارات درهم، استفاد منها 5,374 مواطناً ومواطنة.

وأصدر سموه قانوناً بتعديل اختصاصات مؤسسة التنمية الأسرية، بحيث تتولى المؤسسة تقديم الإرشاد والتوعية اللازمة للأسرة، وتوفير الرعاية لكبار السن، ما يسهم في تنمية وتعزيز كيان الأسرة واستقرارها في الإمارة.

وبموجب القانون تتولى مؤسسة التنمية الأسرية إعداد وتطوير البرامج الإرشادية والتوعوية الوقائية، وتقديم الخدمات الاجتماعية المتعلقة بكبار السن، والخدمات الأسرية المساندة لدعمهم، وتقديم أنظمة المساعدة المعيشية لهم، بما فيها خدمات الرعاية المنزلية، إلى جانب خدمات دعم وتدريب القائمين على رعاية كبار السن.

قيم تراثية

كما أصدر سموه بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي قانوناً بإنشاء «هيئة أبوظبي للتراث»، وتختص الهيئة بوضع الاستراتيجيات الهادفة إلى المحافظة على التراث و«السنع» الإماراتي، وترسيخ قيم الهوية الوطنية والقيم التراثية في المجتمع، إضافة إلى توثيق الممارسات التراثية، وإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالأدب والتراث، بما يتوافق مع استراتيجية التراث الثقافي في إمارة أبوظبي.

نهج إنساني

يعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أحد أبرز الشخصيات العالمية الملهمة في مجال العمل الإنساني، التي تمتلك مسيرة حافلة في إغاثة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة، خلال أوقات الأزمات والكوارث، ودعم المشروعات والبرامج الخيرية والإنسانية في العالم أجمع، وإثراء قيم الأفراد والمجتمعات وتحفيزهم على المزيد من البذل والعطاء.

وهذا ما شهده العام 2024، الحافل بالقضايا الإنسانية، حيث أسهمت المبادرات الإنسانية لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في تعزيز مكانة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، فعلى صعيد القرارات الدولية الإنسانية أصدر سموه مرسوماً اتحادياً، بشأن تشكيل «مجلس الشؤون الإنسانية الدولية» على أن يتبع رئيس ديوان الرئاسة، ويختص بالإشراف على جميع القضايا والمسائل المتعلقة بالشؤون الإنسانية الدولية.

وتتضمن مهام واختصاصات المجلس إعداد ومراجعة السياسة العامة للشؤون الإنسانية الدولية، والإشراف العام على منظومة الشؤون الإنسانية الدولية، ومتابعة إعداد وتنفيذ الخطط والمبادرات والمشروعات ذات العلاقة، كما أصدر سموه مرسوماً اتحادياً بشأن إنشاء «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية» تتبع مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة .

تحدي ندرة المياه

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أُطلقت «مبادرة محمد بن زايد للماء» لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة الماء، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه وخطورتها على المستوى الدولي، بجانب تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم .

عطاء إنساني

ومن خلال عملية «الفارس الشهم 3»، التي أمر بتنفيذها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع أبحرت سفن المساعدات الإماراتية، وعلى متنها أكثر من 4,544 طناً من المواد الإنسانية متجهة إلى مدينة العريش تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة.

كما قدمت الإمارات بتوجيهات رئيس الدولة الطعام وخيام الإيواء والمستلزمات الأساسية لهم، في ظل الأوضاع الكارثية الصعبة التي يمر بها القطاع، ونجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في الوصول لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لتكون الأولى في تقديم آلاف الطرود الغذائية والمستلزمات الأساسية والطعام والخبز .

كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني الشقيق إلى الجمهورية العربية السورية، وتأتي مبادرة سموه في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الأشقاء في لبنان، ومساعدتهم على مواجهة التحديات الراهنة والتزامها الثابت بدعم الشعب اللبناني الشقيق.

حملات

وفي إطار الدور المحوري لمكافحة الأمراض المدارية، وتنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت دولة الإمارات الانتهاء من تطعيم أكثر من 460 ألف طفل للوقاية من مرض شلل الأطفال بعد 8 أيام من انطلاق حملة تطعيم طارئة في قطاع غزة تستهدف أكثر من 640 ألف طفل.

بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و«اليونيسيف» و«الأنروا»، في 150 نقطة ومركز تطعيم بغزة، بتنظيم متطوعي عملية «الفارس الشهم 3»، كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم جهود تطعيم أكثر من 640 ألف طفل في غزة.

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، استقبلت الإمارات الدفعة الخامسة عشرة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان لعلاج 1000 طفل فلسطيني من الجرحى، و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة.

واستمراراً لتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أرسلت دولة الإمارات الطائرة الخامسة عشرة خلال 2024 من المساعدات الإضافية إلى الشعب اللبناني الشقيق، محملة بـ 40 طناً من السلال الإغاثية، التي تحتوي على المواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الضرورية الخاصة بالأطفال، ضمن الحملة الوطنية المجتمعية «الإمارات معك يا لبنان».

تحالفات دولية

وبنموذج تنموي إماراتي قائم على ركيزتين هما بناء الذات وبناء التحالفات جمعت مبادرات سموه بين التنمية المستدامة محلياً والدبلوماسية الإنسانية دولياً، مع التزام قوي بدعم لشراكات الاقتصادية، الوساطة الدبلوماسية، التعاون الإنساني، وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي، وجعلت الإمارات نموذجاً عالمياً يحتذى به في القيادة المبتكرة والتعاون الدولي، مما عزز مكانة الإمارات كشريك عالمي بارز.

وعلى جانب المبادرات الوطنية والشراكات الاقتصادية والاستراتيجية وبتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة شهد العام الجاري توقيع عدة اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة، من بينها اتفاقية مع الأردن لتعزيز التعاون في التجارة والاستثمار وخلق فرص عمل مشتركة، كما أبرمت الدولة اتفاقيات مع صربيا لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ومع الاتحاد الأوروبي لاستكشاف فرص جديدة في الاستثمار والتنمية.

في إطار التعاون مع الصين، تم توقيع اتفاقيات شاملة تشمل قطاعات التكنولوجيا، الصحة، التعليم، والطاقة، مع التركيز على مشروع «الحزام والطريق» الذي يربط بين البلدين تجارياً واستراتيجياً، وبتوجيهات رئيس الدولة، حفظه الله، أبرمت دولة الإمارات اتفاقية مع اليابان لبناء شراكة اقتصادية شاملة، تسهم بالارتقاء بعلاقاتهما إلى مستويات جديدة من الشراكة التنموية.

وساطات دبلوماسية

وعلى صعيد الوساطة الدبلوماسية لعبت الإمارات دوراً بارزاً في الوساطة بين أوكرانيا وروسيا، حيث قادت الجهود الحثيثة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى نجاح جهود وساطة قامت بها الإمارات بين جمهوريتي روسيا الاتحادية وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى الحرب، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تم تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 2184 أسيراً.

مما يؤكد التزام دولة الإمارات بمواصلة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، وموقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد، حيث تسعى الدولة إلى دعم جميع المبادرات، التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة كاللاجئين والأسرى، مما يعزز دورها كدولة داعمة للسلام والاستقرار العالمي، وفي الشرق الأوسط.

مواقف إنسانية

وتحت مظلة التعاون الإنساني والتنمية المستدامة قدمت الإمارات بتوجيهات رئيس الدولة، حفظه الله، العديد من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك دعم متضرري الكوارث في غزة ولبنان وإثيوبيا، بجانب برامجها الممتدة لدعم اللاجئين في مختلف الدول، كما أسهمت مواقفه الإنسانية في تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية لتحقيق الاستقرار والتنمية في مناطق الأزمات.

فكر دبلوماسي

وفيما يتعلق بالعلاقات الدفاعية والأمنية أصبحت استراتيجيات بناء الذات وتنويع مصادر الدخل وتنويع الشراكات الإقليمية والدولية، والاستثمارات الخارجية، والاستثمار في التكنولوجيا والتحوّل الرقمي والاستدامة، دعائم سياسية لواقع جديد يقود إلى مستقبل إماراتي مختلف؛ وتبدو فيه عناصر القوة الشاملة في نموذج الإمارات أكثر متانة وتنافسية من ذي قبل.

حيث أسهم الفكر الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع العديد من الدول العظمى، خلال العام الجاري، إذ لعبت الزيارة الرسمية لسموه للولايات المتحدة الأمريكية دوراً محورياً في تعزيز أواصر التعاون الاستراتيجي، والشراكات الدفاعية الدائمة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات.

وتعزيز مجالات التعاون المتنامية في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والاستثمارات، والتعهد بمواصلة البحث عن فرص جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والدفاعية الثنائية، وتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وتقديم رؤية قيادية عالمية بشأن القضايا ذات الأهمية المشتركة.

وبفضل الجهود الدبلوماسية للإمارات تجاوز حجم التجارة الثنائية 40 مليار دولار سنوياً، مع تصدير الولايات المتحدة بضائع بقيمة تفوق 26 مليار دولار إلى دولة الإمارات. وفي سياق متصل أسهمت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بحيث تغدو الإمارات كمركز عالمي للابتكار.

حيث تعاونت خلال العام الجاري مع شركات كبرى في الصين لإطلاق مشاريع طموحة، وتعزيز هذه العلاقات في مجالات متنوعة مثل التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة والصناعة والثقافة والتعليم، وغيرها من الجوانب ذات العلاقة بالأولويات التنموية للبلدين، وذلك في إطار زيارة سموه إلى الصين في مايو الماضي.

وخلال زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، روسيا للمشاركة في قمة مجموعة «بريكس»، ناقش مع القيادة الروسية سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتواصلة، كما تم التركيز على القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، وافتتح سموه، حفظه الله، وفلاديمير بوتين «مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للتعليم» في مدرسة بريماكوف الدولية في العاصمة موسكو، كمبادرة ثقافية ومعرفية باسم دولة الإمارات.

إرث غني

وبإرث غني وراسخ في مجال الاهتمام بحماية البيئة وتعزيز قيم التنمية المستدامة، خلال مشاركته في قمة قادة دول العالم للعمل المناخي في أذربيجان، أكدت جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال مشاركته في قمة قادة دول العالم للعمل المناخي في أذربيجان حرص دولة الإمارات على الإسهام في تسريع العمل المناخي، وبناء اقتصاد يتسم بالمرونة المناخية في المستقبل، مشيراً سموه إلى أن دولة الإمارات لديها إرث غني وراسخ في مجال الاهتمام بحماية البيئة، وتعزيز قيم التنمية المستدامة.

وهو ما دفعها إلى استضافة مؤتمر «كوب 28» خلال العام الماضي، وحرصها خلال هذه الاستضافة على العمل بروح التعاون الدولي، لتقديم استجابة فاعلة لأول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، وشدد سموه على أن استمرار التعاون الدولي البنّاء في مجال العمل المناخي، يتيح إطلاق مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام لمصلحة جميع دول العالم، والنظر إلى العمل المناخي بكونه فرصة للتقدم وليس عبئاً.

مذكرات تفاهم دولية

وفي معرض زيارة سموه الرسمية لولاية غوجارات في الهند، بدعوة من ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند، شهد الطرفان توقيع العديد من مذكرات التفاهم بشأن التعاون الاستثماري في مشاريع الرعاية الصحية المبتكرة، ومذكرة تفاهم حول التعاون الاستثماري في قطاع الطاقة المتجددة، فضلاً عن مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستثماري في تطوير مجمعات الأغذية.

بالإضافة إلي مذكرة تفاهم بين موانئ دبي العالمية وحكومة ولاية غوجارات، وإدراكاً لأهمية الأمن الغذائي أكد الجانبان أن مشروع مجمع الأغذية الهندي - الإماراتي سيعمل على تعزيز موثوقية ومرونة سلاسل الإمدادات الغذائية، وتوسيع تجارة الأغذية والزراعة بين الإمارات العربية المتحدة والهند.

وتجمع البلدان رغبة مشتركة في تنفيذ هذا المشروع، من بين أمور أخرى، في الهند، والذي سيوفر قيمة إضافية لكلا البلدين والمنطقة في مجال الأمن الغذائي، كما أقر الجانبان بأهمية مذكرة التفاهم حول التعاون الاستثماري في قطاع الطاقة المتجددة، والتي تركز على إقامة تعاون في مجال الطاقة المتجددة، والتطلع قدماً إلى تنفيذ مشاريع الطاقة.