وسط مستقبل هو الأكثر اتصالاً بالإنترنت والشاشات في تاريخ البشر، من يجرؤ على أن يحذو حذو البروفيسور جوناثان كيتس خبير الفلسفة التطبيقية، الذي وصل إلى «منتدى دبي للمستقبل 2024»، دون هاتف. إذ رتب مواعيده مسبقاً عبر البريد الإلكتروني، وأنجز تحضيرات سفره إلى دبي. فتوجه إلى المطار دون أن يتحقق من درجة الحرارة على شاشة جوال محمول أو يتم إجراءات السفر عبر تطبيق هاتفي ذكي.

البروفيسور جوناثان كيتس، ليس من دعاة الانقطاع عن الحضارة والتكنولوجيا والانعزال المعرفي، بل هو خبير له حضوره المرموق وأبحاثه المحترمة في الفلسفة التجريبية. جاء إلى دبي للمشاركة، إلى جانب 2500 خبير متخصص في استشراف المستقبل من نحو 100 دولة، في فعاليات المنتدى، متحدثاً في جلسة «الوقت ما قيمته؟» التي تناقش مفهوم المستقبل في البعد الزمني للحضارة، وليتحاور مع كلٍ من آن بيت هوفيند، رئيسة صندوق مكتبة المستقبل، والدكتور باتريك نواك، المدير التنفيذي للاستشراف وتخيّل المستقبل في مؤسسة دبي للمستقبل.

اختار البروفيسور جوناثان أن يكون رجل اللاجوّال، الذي لا يحمل هاتفاً ذكياً يستهلك ساعات يومه بالنظر إلى العالم فقط من خلال شاشته الصغيرة، فيرى العالم من خلال رؤيته الفلسفية أنه أوسع من مجرد آلة بحجم كف اليد. يعلمنا جوناثان كيتس كيف نستطيع أن نرى بعيداً عن شاشة الهاتف الذكي.