كشف الدكتور صقر عبدالله المعلا، استشاري ورئيس قسم الجراحة التجميلية، بمستشفى القاسمي، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن عدد الجراحات التي أجريت في القسم منذ يناير حتى نوفمبر الماضي بلغ 2024 عملية، بمعدل يصل أحياناً إلى 6 جراحات يومياً، وجرى توقيع الكشف الطبي على أكثر من 7300 حالة.

وأضاف أن القسم يسهم إلى حد كبير في الحد من ظاهرة سفر الحالات لتلقي العلاج خارج الدولة، وهو الأمر الذي يعود بفوائد اقتصادية وطبية أيضاً، موضحاً أن الفوائد الطبية هي ما تعنيه في المقام الأول، فالقسم يمارس عمله وفق البرتوكولات العلمية المتعارف عليها والمعتمدة طبياً، مما يحمي المترددين من تعرضهم للتضليل في أماكن أخرى.

ولفت إلى أن القسم يقدم خدمات العلاج بالأكسجين عالي الضغط، والعلاج بالصفائح الدموية والخيوط الجراحية الحديثة مثل الخيوط المضادة للبكتيريا والخيوط الجراحية من غير عقد والطابعة الحيوية رباعية الأبعاد، والخلايا الجذعية، وجراحة اليد المجهرية، والحروق والجروح المستعصية، والتشوهات الخلقية.

الطب التكميلي

وقال إن الخطط تسير على قدم وساق لإنشاء وحدة للطب التكميلي، موضحاً أن جراحات التجميل تنقسم إلى قسمين رئيسيين، وهما الجراحة الترميمية التي تعالج الحوادث والتشوهات الولادية، والتجميلية مثل شد الجلد وإزالة الترهلات وتخفيف الوزن وتحسين شكل البشرة والجسم.

وأكد أن مركز الطب التجديدي بمستشفى القاسمي أصبح منذ تدشينه عام 2021 مقصداً يتردد عليه مواطنو دول الخليج نظراً لما حققه من سمعة طبية رصينة، مشيراً إلى أن المركز يتضمن وحدة كاملة مجهزة بالغيارات والضمادات الذكية وطابعة رباعية الأبعاد لطباعة نسيج الدهون الذاتية، فضلاً عن العلاج بالبلازما والأكسجين عالي الضغط.

واعتبر الدكتور صقر أن تحويل الإمارات إلى مركز إقليمي لتقديم جراحات التجميل ليس صعباً بالنظر إلى السمعة التي اكتسبتها الدولة في جميع المجالات، موضحاً أن دخل السياحة الطبية ينبغي أن يرتفع بما يضاهي الرقي الذي تتسم به الخدمات الطبية على أرض الدولة.

وردًا على سؤال حول طبيعة الحالات التي يستقبلها في عيادته قال: الغالبية من النساء طبعاً، وهناك سيدات يطلبن إجراءات طبية غير صحيحة أو ذات أضرار مستقبلية عليهن، ما يدفعني إلى شرح الأضرار لهن، ومعظمهن يقتنعن بعد طرح بديل طبي آخر، فالعلاقة بين الطبيب والمريض يجب أن تتأسس على قواعد الصراحة والنزاهة المطلقة.

وقال إن طب التجميل تخصص بالغ الأهمية تختلط فيه الحقيقة بالأوهام، وتتداخل فيه مع الأسف الشديد الاعتبارات الصحية بالأهداف الربحية التي قد يسعى البعض إلى تحقيقها على حساب مبادئ الطب، ولذلك تغرق شبكات التواصل في إعلانات تجارية تعتمد في خطابها على التضليل والأوهام، وتجافي الاعتبارات الطبية الرصينة والدراسات المعتمدة عالمياً.

وقال: «هناك أوهام رائجة، ومن المؤسف أن عدداً كبيراً من الحالات يقع في شباك هذه الأوهام»، وأضاف «أن توطين طب التجميل هو حلم حياتي»، مشيراً إلى أن ذلك ليس صعباً مع زيادة أعداد دارسي التجميل من مواطني الدولة.

وسام

والدكتور المعلا أول طبيب تجميل إماراتي، وكان قد حصل على وسام رئيس مجلس الوزراء لأفضل طبيب، ضمن الدورة السابعة لجائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز.

وحاصل على «البورد» من السويد عام 2002 وعمل إخصائياً في وزارة الصحة، ومؤسس قسم جراحة التجميل بمستشفى القاسمي، وشارك في العديد من اللجان منها لجنة المسؤولية الطبية وكان نائباً لرئيسها، ثم تولى رئاستها، وكذلك لجنتي تقييم الأطباء والمتقاعدين.

ويرى الدكتور المعلا أن فوزه بالجائزة يمثل وسام شرف على صدره، ويضع على عاتقه مسؤوليات جديدة، إذ ينبغي أن يكون دائماً جديراً بهذا الشرف، وعند حسن قيادة الدولة التي كرمته.