حذر مختصون من تناول الفيتامينات وفق نصائح «السوشيال ميديا» ووصفوها بالعسل المسموم لأن تناولها بهذه الطريقة يؤدي إلى نتائج عكس المأمول من فوائدها، وأكدوا أن الاستخدام المفرط أو الخطأ للفيتامينات بكل أنواعها له عواقب وخيمة.

وقد يؤدي للتسمم أو تضرر الكلى أو الكبد، محذرين من خطورة تراكم الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، حيث يعتقد البعض أنه لا ضرر من تناول الفيتامينات، في حين أثبتت الدراسات والتحاليل أن هذا الكلام خطأ.

حيث تسبب الجرعات العالية من بعض الفيتامينات والمعادن، وخاصة الحديد والزنك، إزعاجاً في الجهاز الهضمي، وتسبب الغثيان والإسهال وتشنجات المعدة، كما أن الاستهلاك المفرط للفيتامينات مثل فيتامين C أو D يمكن أن يزيد من خطر تكوين حصوات الكلى.

وأوضح الدكتور سيف درويش، أخصائي طب المجتمع والصحة العامة، أنه يجب أخذ الفيتامينات من مصادرها الطبيعية تجنباً لأي أعراض جانبية من المواد المصنعة، ومنها الفيتامينات.

لافتاً إلى أن سهولة شراء الفيتامينات والاعتماد على نصائح غير المتخصصين في السوشيال ميديا من أخطر ما يكون، منوهاً بأن عدم معرفة أسباب الأعراض، التي يمر بها الإنسان من الضعف العام أو الشعور بالتعب واللجوء إلى تناول الفيتامينات - ظناً أنها الحل - كارثة، إذ إن هذه المواد لها نتائج عكسية، وقد تؤدي إلى أمراض خطيرة على المدى البعيد.

وأشار الدكتور سيف إلى أنه على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي سمية فيتامين A إلى أعراض مثل الدوخة والغثيان وتغيرات الجلد، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي إلى تلف أعضاء مثل الكبد وتسبب آلام العظام، كما يمكن أن يؤدي تحميل الجسم بالفيتامينات المتعددة إلى مشاكل في الجهاز الهضمي.

ولفت الدكتور سيف إلى أن الحياة الصحية تكون عبر تناول الخضراوات والفواكه والبروتينات من مصادرها الطبيعية، إضافة إلى إجراء الفحوصات الدورية كل 6 أشهر والاعتماد على نتائج التحاليل، التي تحدد حاجة الجسم لأي نوع من الفيتامينات.

تضارب الأنواع

ولفتت الدكتورة ابتهال مكي، استشاري طب الأسرة إلى أن بعض أنواع الفيتامينات تتضارب مع بعضها بعضاً، والجرعة تلعب دوراً كبيراً في العلاج إذا كان الأمر تحت إشراف طبيب، وأن لجوء بعض النساء إلى أخذ فيتامينات الشعر مثلاً بطريقة غير مدروسة قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

كذلك قد يلجأ البعض إلى أخذ مجموعة فيتامينات في كبسولة واحدة، إلى جانب أخذ كل نوع فيتامين وحده، ظناً أنه سيحصل على نتائج سريعة وآمنة، في حين أن هذا الإفراط في تناول الفيتامينات يسمم الجسم.

ونوهت الدكتورة ابتهال بأهمية زيارة طبيب الأسرة المناسب، الذي يحدد الاحتياجات من الفيتامينات، وأنه مؤخراً أصبح كثيرون يعانون من النسيان فيلجأون إلى بعض الفيتامينات مثل أوميغا 3، ظناً أنها تقوي الذاكرة، في حين أن هناك عوامل كثيرة تحدد أسباب ضعف الذاكرة، والأمر قد لا يكون مرضياً، وفي الأغلب يكون عرضياً، وأنه لا يجب تجاهل أي أعراض دون الرجوع إلى الطبيب.

التوازن هو الحل

وأفادت الدكتورة وفاء عايش، استشاري تغذية علاجية أن الفيتامينات تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على صحة الإنسان، وتعزيز وظائف الجسم المختلفة، فهي تسهم في دعم الجهاز المناعي، وتحسين صحة البشرة والشعر، وتعزيز النمو والتطور، وتقوية العظام والأسنان، ومع ذلك فإن تناول الفيتامينات بشكل عشوائي دون استشارة طبيب أو أخصائي تغذية قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.