تحتفي دولة الإمارات، اليوم، بـ«يوم الصحة العالمي»، الذي يتخذ هذا العام شعار «صحتي - حقي»، بهدف الدفاع عن حق كل شخص في أي مكان في الحصول على الخدمات والرعاية الصحية اللائقة دون أي تمييز.
وأكد معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع أن دولة الإمارات وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة حققت مستويات متقدمة من التنافسية العالمية في المؤشرات الصحية، واضعةً جودة حياة أفراد المجتمع على رأس أولوياتها الاستراتيجية. وقد نجحت في بناء منظومة صحية مستدامة تعزز الريادة الوطنية وتحقق استدامة الخدمات الصحية لأجيال الحاضر والمستقبل.
وقال معاليه: «نواصل الارتقاء بالمعايير الوطنية في القطاع الصحي بما يحقق مستهدفات التنافسية العالمية وجودة الحياة، من خلال نظام صحي متكامل يجمع الخدمات الذكية والمبتكرة التي تلبي احتياجات كافة شرائح المجتمع» لافتاً إلى أن القطاع الصحي حقق قفزات نوعية في توظيف أحدث التقنيات الرقمية الناشئة وتطبيق مؤشرات الأداء المتقدمة والتكنولوجيا الحديثة في جميع المنشآت الصحية، بما يدعم استدامة الريادة الصحية وتنافسية الدولة.
تكامل مع الشركاء
وفي محور عام المجتمع، قال معاليه إن وزارة الصحة ووقاية المجتمع وشركاءها في القطاع الصحي يعملون على استراتيجية متكاملة للصحة الوقائية والتمكين الصحي الرقمي، من خلال منصات تفاعلية ومختبرات ابتكار مجتمعية.
وأشار إلى الجهود المؤسسية المتكاملة لتحقيق التوازن بين المنهجيات الطبية التقليدية والابتكارات الحديثة، بما يضمن استدامة الموارد وتحسين المخرجات الصحية. مؤكداً أهمية الشراكات الاستراتيجية لضمان جاهزية المنظومة الصحية.
وأكد الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن دولة الإمارات تواصل تعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية في القطاع الصحي، مستندةً إلى رؤية استشرافية تدعمها القيادة الحكيمة، ونهج متكامل يرتكز على الابتكار والاستدامة حتى غدت نموذجاً عالمياً في تطوير أنظمة الرعاية الصحية، اعتماداً على أحدث التقنيات والحلول الذكية، ما يعزز قدرة الدولة على التعامل مع المستجدات الصحية بكفاءة، مشيراً إلى أن التزام الدولة بتحسين جودة الخدمات الصحية، وتعزيز الوقاية والتوعية، وتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية، يعكس ريادتها في ضمان حياة صحية ومستدامة لمجتمعها، وفق أرقى المعايير الدولية.
بداية صحية لمستقبل واعد
وأضاف الدكتور العلماء تواكب الإمارات موضوع يوم الصحة العالمي لهذا العام، والذي أطلقته منظمة الصحة العالمية تحت شعار بداية صحية لمستقبل واعد لحماية صحة الأمهات والمواليد، ويتزامن مع عام المجتمع الذي تشكل الأم والطفل ركائزه الأساسية.
من جهته، أكد الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، حرص المؤسسة على تسريع وتيرة التحول الرقمي، وتوسيع نطاق الرعاية الصحية الوقائية والتشخيصية والعلاجية، وتبني الحلول الذكية التي تسهم في تعزيز كفاءة الخدمات ورفع مستوى الرضا والثقة في منشآتنا الصحية، وذلك تماشياً مع مستهدفات رؤية «نحن الإمارات» 2031 ومئوية الإمارات 2071.
وقال منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة - أبوظبي: تواصل أبوظبي جهودها لضمان وصول المرأة والطفل إلى رعاية متكاملة، من خلال تعزيز قدرات الرعاية الأولية، وتوسيع برامج الوقاية والفحص المبكر، مثل الفحوصات الجينية قبل الزواج وفحوصات حديثي الولادة، بالإضافة إلى التحديث المستمر لبرامج التطعيم.
ويجري حالياً العمل على إنشاء مدينة طبية متكاملة ومتخصصة في طب المرأة والطفل، تضم مدينة الشيخ خليفة الطبية كمركز تميز في طب الأطفال، ومستشفى الكورنيش الجديد لصحة المرأة وحديثي الولادة، إلى جانب مستشفى لإعادة التأهيل ومركز متخصص بالصحة النفسية للمرأة والطفل.
وقالت الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي: رعاية المرأة والطفل ليست أولوية صحية فحسب، بل هي ركيزة أساسية لبناء مجتمع متوازن ومستدام، ينعم فيه الجميع بالصحة والازدهار.وفي أبوظبي، نؤمن أن صحة الإنسان هي ركيزة التنمية، وأن الاستثمار في صحة المرأة والطفل هو استثمار في المستقبل.
وينسجم شعار المناسبة هذا العام مع رؤية دولة الإمارات وجهودها الهادفة إلى تعزيز نظام صحي متطور ومتكامل ومتاح للجميع، يركز على تحسين جودة حياة الأفراد ويدعم أنماط الحياة الصحية، ويتمتع بأعلى مستويات الجاهزية للمستقبل، والجودة في الرعاية المتخصصة.
وتعد المناسبة فرصة لتسليط الضوء على إنجازات قطاع الصحة في دولة الإمارات الذي يواصل حضوره المتميز وريادته الإقليمية والدولية على مستوى الخدمات الطبية والإنجازات العلمية ليؤكد مجددا جاهزيته وقدرته على مواجهة كافة التحديات الصحية وفق أفضل المعايير والأنظمة العالمية المعتمدة.
وحققت الإمارات نتائج باهرة في المؤشرات التنافسية العالمية في المجال الصحي، حيث احتلت المرتبة الأولى عالميا في التحصين ضد الحصبة، وفقاً لتقرير مؤشر الازدهار 2023 الصادر عن معهد ليجاتم الذي أشار أيضا إلى حصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في مؤشرات تغطية الرعاية السابقة للولادة، وغياب الوفيات والإصابات من الكوارث الطبيعية ووجود برامج وطنية للكشف المبكر.
ووفقا للتقرير ذاته، نالت الإمارات المركز الأول بالعالم في مؤشري مدى تغطية الرعاية الصحية، وقلة تلوث الهواء داخل المنازل بسبب الوقود، كما حققت المركز الثاني عالمياً والأول عربيا في مؤشر يتعلق بمستوى الرضا عن الرعاية الصحية.
ونالت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في تسجيل المواليد من قبل السلطة المدنية للأطفال دون سن 5 سنوات، وذلك بناء على نتائج مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2023 الصادر عن مؤسسة بيرتلمان ستيفتنج وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وحصلت على المركز الثاني عالميا والأول عربيا في معدل الإصابة بالسل لكل 100 ألف من السكان، بناء على ما أظهرت إحصائيات المؤشر ذاته.