نجح البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي في تحقيق أعلى معدلات الشفاء من المرض، بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في التشخيص المبكر للمرض ومساعدة المرضى للحصول على العناية الشاملة.

واحتفاء بشهر التوعية بسرطان الثدي خلال أكتوبر من كل عام تنظم مختلف الجهات المختصة برامج الفحص المجاني وتقدم الاستشارات وتقييم مخاطر الإصابة وتشجع على إجراء الفحص الدوري، خاصة لمن بلغن الأربعين عاماً، بعدما تبين أن الكشف المبكر يرفع معدل الشفاء إلى أكثر من 95 %.

وقال الشيخ الدكتور سالم بالركاض العامري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للسرطان، إن الجمعية تنظم حملات وبرامج وأنشطة وبمشاركة نخبة من ذوي الاختصاص لرفع معايير الممارسة الطبية والنظر في سبل تقديم رعاية أفضل لمرضى السرطان، والاستفادة من تجارب الخبراء الذين يكرسون حياتهم لإيجاد حلول لمكافحة السرطان.

وأضاف: تمتلك الجهات المعنية بعلاج مرض سرطان الثدي خبرات كبيرة تراكمت على مدى سنوات من تقديمها العلاج للمريضات، وذلك على أيدي استشاريين ومختصين مؤهلين، وبالإضافة إلى التجهيزات المتطورة والتقنيات الحديثة التي تسهم في علاج الأورام السرطانية بنجاح كبير.

ولفت الدكتور وسام أحمد، استشاري أمراض الدم والأورام وزراعة النخاع، إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تُعزى إليها الزيادة في حالات الإصابة بمرض سرطان الثدي، بما في ذلك نقص الوعي فيما يتعلق بإرشادات الفحص والتاريخ المرضي العائلي.

وأوضح أن النساء اللواتي يتم تشخيص إصابتهن بالمرض مبكراً، ولم تنتشر الخلايا السرطانية لديهن إلى أماكن أخرى في الجسم، يتمتعن بمعدل نسبي للنجاة من المرض لمدة خمس سنوات بنسبة 99 %، ولهذا من المهم جداً للنساء الحرص على إجراء فحوصات منتظمة ودورية، لأن الكشف المبكر عن المرض يسرّع في عملية حصولهن على العلاج المناسب.

وشدّد الدكتور وسام على أهمية أن تحرص النساء على إجراء فحص ذاتي للثدي بشكل منتظم للبحث عن أي كتل أو سماكة أو أي تغيرات غير طبيعية في الجلد أو أي إفرازات كل شهر.

وقالت الدكتورة كارلا الحاج، طبيبة استشارية الأورام: يمكن أن يساعد تصوير الثدي بالأشعة السينية «الماموجرام» في الكشف عن الأورام السرطانية حتى في حالة عدم وجود أي أعراض، ويعتبر هذا الوقت هو الأفضل والأكثر قابلية للعلاج.

ولفتت الدكتورة كارلا إلى أن عوامل القلق المرتبطة بالتأخر في إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن مرض سرطان الثدي من خلال شرحها لحالة مريضة تم تشخيصها إصابتها بمرض سرطان الثدي في مرحلة متأخرة ؛ لأن الأعراض التي عانت منها على مدار أكثر من عام كانت تُعالج على أنها مشكلة جلدية.

وقال الدكتور محمد البشير، استشاري جراحة عامة، وجراحة الثدي: لقد أخذت الجهات المعنية في الدولة على عاتقها، لا سيما التي تستهدف علاج مريضات سرطان الثدي، توفير جودة عالية ومتكاملة من الخدمات لتلك الفئة للحصول على الرعاية الصحية المتميزة، والتي تتماشى مع توقعات المريضات لتحقيق أعلى معايير الجودة العالمية والسلامة.

وأشارت غوية البادي، رئيسة فريق الدعم النفسي في جمعية الإمارات للسرطان، إلى أن الجمعية تلتزم بتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي للمرضى وذويهم عموماً، للتخفيف من آلامهم، إلى جانب دورها في خلق المبادرات الإنسانية المحفوفة بالخير والعطاء، وروح التكافل الإنساني والاجتماعي.