أعلن البروفيسور بسام محبوب، رئيس قسم الجهاز التنفسي في مستشفى راشد، عن اعتماد علاج بيولوجي لمرض الانسداد الرئوي المزمن لأول مرة في الإمارات، مؤكداً حصول العلاج على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وأنه متاح على شكل حقنة تُعطى كل أسبوعين.

وعلى عكس العلاجات التقليدية التي تركز بشكل أساسي على تخفيف الأعراض باستخدام موسعات الشعب الهوائية والستيرويدات، يعمل هذا العلاج البيولوجي على خفض عدد الخلايا الالتهابية المحددة، مثل الإيزينوفيل، التي تؤدي دوراً رئيسياً في زيادة الأعراض لدى المصابين بهذا المرض.

وقال البروفيسور محبوب لـ«البيان» إن العلاج الجديد يقدم نهجاً شاملاً لإدارة مرض الانسداد الرئوي المزمن من خلال معالجة الأسباب الأساسية للالتهاب، ما يؤدي إلى تحسينات مستدامة في وظائف الرئة وتخفيف الأعراض، لافتاً إلى أن التجارب السريرية أظهرت أن المرضى الذين يتلقون هذا العلاج يعانون من تفاقمات حادة أقل، ما يقلل من احتمالات دخولهم للمستشفيات والتدهور الكبير في صحتهم، ونتيجة لذلك يستعيد المرضى قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية بمرونة أكبر، بما في ذلك المشي لمسافات طويلة، وصعود السلالم، والمشاركة في الأنشطة البدنية الخفيفة.

وأكد أن توفر هذا العلاج المبتكر بجانب العلاجات الأخرى يعكس التزام الدولة بتطوير الرعاية التنفسية وتوسيع نطاق الوصول إلى العلاجات الحيوية التي تحسن حياة مرضى الانسداد الرئوي المزمن الذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

وتالياً نص الحوار:

1. كيف يتعامل مستشفى راشد مع تشخيص وعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن؟

يعتمد مستشفى راشد على نهج متكامل في تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن، حيث يبدأ بجمع تاريخ طبي شامل للمريض، مع التركيز على الأعراض مثل السعال المزمن، وضيق التنفس، وأي تاريخ للتدخين أو التعرض لعوامل بيئية ضارة. ويستخدم الفريق الطبي عادة اختبارات وظائف الرئة، مثل اختبار قياس التنفس، لتأكيد وجود انسداد في تدفق الهواء، وهو مؤشر رئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، كما تستخدم تقنيات التصوير، مثل الأشعة السينية والتصوير المقطعي، لتقييم مدى تلف الرئة والكشف عن أي حالات مرضية مصاحبة. يسهم هذا النهج الشامل في التشخيص المبكر والدقيق، وتشمل العلاجات المتوفرة في المستشفى موسعات الشعب الهوائية والكورتيكوستيرويدات إلى العلاجات البيولوجية الجديدة التي تخصص للمرضى الذين يعانون من حالات شديدة، ما يسهم في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدم المرض.

2. ما التحديات الرئيسية في إدارة هذا المرض في الإمارات؟

يعد التشخيص الناقص لمرض الانسداد الرئوي المزمن من أبرز التحديات العالمية، حيث يجهل العديد من المرضى إصابتهم بالمرض إلى أن تتفاقم الأعراض بشكل كبير، ما يؤدي إلى التشخيص المتأخر وزيادة مخاطر المضاعفات، ويسهم ارتفاع معدلات التدخين، خاصة بين الشباب والمراهقين، في زيادة انتشار المرض، ما يفرض عبئاً متزايداً على قطاع الرعاية الصحية، ويبرز هذا التحدي الحاجة إلى حملات توعية عامة حول مخاطر التدخين والمهن ذات المخاطر التنفسية، إضافة إلى تعزيز أهمية الفحص المبكر للأمراض التنفسية، بهدف اكتشاف مرض الانسداد الرئوي المزمن في مراحله المبكرة، حيث تكون العلاجات البسيطة أكثر فعالية.

3. كيف يتعامل فريقكم في حال وجود تفاقمات شديدة للمرض؟

عند حدوث تفاقمات شديدة في مرض الانسداد الرئوي المزمن، يعطي مستشفى راشد الأولوية للتدخل السريع ويتيح إدخال المرضى إليه لتقديم علاجات مكثفة تشمل موسعات الشعب الهوائية عبر الاستنشاق، والمضادات الحيوية لمعالجة أي عدوى كامنة، إضافة إلى الكورتيكوستيرويدات الجهازية لتقليل الالتهاب، ويقوم أخصائيو الجهاز التنفسي في المستشفى بمراقبة المرضى عن كثب خلال هذه المرحلة، حيث إن العلاج السريع للتفاقمات يمكن أن يمنع حدوث مضاعفات أخرى، مثل فشل الجهاز التنفسي، كما يقدم للمرضى تعليماً حول مسببات التفاقم وممارسات إدارة الذات للمساعدة في السيطرة على الأعراض ومنع التفاقمات المستقبلية.

4. ما دور الكشف المبكر في تحسين نتائج المرض؟

يعد الكشف المبكر عن مرض الانسداد الرئوي المزمن عنصراً أساسياً في استراتيجيات الإدارة الفعالة، من خلال تشخيص المرض في مراحله المبكرة، ويتمكن مستشفى راشد من بدء العلاج قبل حدوث أضرار جسيمة في الرئة، ما يسمح باستخدام أدوية أقل حدة، تكون عادة أكثر تحملاً للمرضى، وهذا النهج يقلل من خطر التقدم إلى حالات أكثر خطورة، مثل فشل الجهاز التنفسي الحاد.

علاوة على ذلك، يسهم التدخل المبكر في تعزيز التغييرات الإيجابية في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين وزيادة النشاط البدني، علماً أن التركيز على الكشف المبكر لا يعزز فقط صحة المرضى، بل يسهم أيضاً في تخفيف العبء المالي على النظام الصحي، ما يعكس التزام مستشفى راشد بتقديم رعاية صحية متكاملة ومستدامة.

5. كيف يتم توعية مرضى هذا المرض في مستشفى راشد بشأن الرعاية الذاتية؟

تعتبر التوعية عن الرعاية الذاتية جزءاً محورياً في إدارة مرض الانسداد الرئوي المزمن في مستشفى راشد، حيث يقدم المتخصصون في الرعاية الصحية إرشادات شاملة للمرضى، تشمل استراتيجيات فعالة، مثل الإقلاع عن التدخين، وأهمية التطعيمات، والالتزام باستخدام الأدوية بشكل صحيح، إضافة إلى تمارين التنفس، وتتضمن المبادرات أيضاً برامج إعادة تأهيل الرئة، التي تهدف إلى تعليم المرضى تقنيات العلاج الطبيعي التي تعزز من وظيفة الرئة وتزيد من مستوى النشاط البدني. هذا النهج يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة، كما يولي مستشفى راشد اهتماماً خاصاً لتشجيع مشاركة المرضى الفعالة، ما يسهم في تمكينهم من فهم حالتهم الصحية وإدارتها بطرق فعالة على المدى الطويل.

6. ما التطورات في علاجات مرض الانسداد الرئوي المزمن المتاحة في مستشفى راشد؟

يقدم مستشفى راشد مجموعة من العلاجات المتقدمة والمبتكرة لهذا المرض، بما في ذلك العلاج البيولوجي الجديد الذي تم إطلاقه مؤخراً في الإمارات، ويتميز هذا العلاج بفاعليته الكبيرة لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكريات البيض الحمضية (الإيوزينوفيلات)، حيث يركز على معالجة الالتهاب من جذوره، ما يسهم في تخفيف الأعراض وتحسين وظيفة الرئة، وللمرضى المؤهلين، يعتبر هذا العلاج بديلاً واعداً يمكن أن يقلل من الاعتماد على الكورتيكوستيرويدات وغيرها من الأدوية طويلة الأمد، إذ إن اعتماد مستشفى راشد لهذا العلاج البيولوجي يعكس التزامه بتوفير رعاية صحية متقدمة تهدف إلى تحسين نتائج المرضى وتعزيز جودة حياتهم.

7. ما التدابير التي توصي بها للوقاية من المرض لدى الفئات المعرضة لخطر الإصابة؟

يعد الإقلاع عن التدخين من أهم التدابير الوقائية، حيث يعتبر السبب الرئيسي للمرض، ويسعى مستشفى راشد إلى تعزيز الوعي المجتمعي بالمخاطر المرتبطة بالمرض، من خلال تثقيف الجمهور حول أضرار التدخين، مع التركيز على الفئات الشابة والمجموعات الأكثر عرضة للخطر.