أكد البروفيسور أشرف حسن حميدان الزعابي، استشاري أمراض الرئة في مستشفى زايد العسكري - أبوظبي، رئيس جمعية الإمارات لطب وجراحة الصدر، أستاذ الطب بكلية الطب والعلوم الصحية - جامعة الإمارات، أن تكثيف الوعي بمرض الانسداد الرئوي المزمن «COPD» ركيزة أساسية في التصدي للمرض والحد من مخاطر تفاقمه، وأن إضاءة برج خليفة، بما يرمز عالمياً، خطوة مهمة في زيادة الوعي، إذ يوفر منصة ضخمة لنشر المعلومات حول أهمية الوقاية من المرض والتشخيص المبكر والعلاج.

يأتي ذلك بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، الذي تنظمه جمعية الإمارات لطب وجراحة الصدر، والذي يصادف اليوم 20 نوفمبر الجاري.

وأوضح البروفيسور الزعابي أن العلاج المبكر لمرض الانسداد الرئوي المزمن «COPD» أمر بالغ الأهمية للحد من تفاقم المرض وتحسين نوعية حياة المرضى، لافتاً إلى أن العلاج المبكر يهدف إلى تقليل تدهور وظيفة الرئة، والحد من تكرار الأعراض الحادة وتقليل الحاجة إلى التنويم في المستشفيات بسبب المضاعفات، وأنه عند تشخيص المرض مبكراً يمكن بدء العلاج المناسب في وقت مبكر، كما أن استخدام الأدوية مثل موسعات الشعب الهوائية (البرونكوديلات) الكورتيكوستيرويدات المستنشقة يساعد على التحكم في الأعراض ومنع التفاقم.

ومن خلال متابعة المرضى وتوجيههم للتعرف على العلامات المبكرة لتفاقم المرض، يمكن تجنب الحاجة إلى زيارات الطوارئ أو التنويم في المستشفى.

كما أفاد أيضاً بأن إعادة التأهيل الرئوي، التي تجمع بين التمارين الرياضية والتعليم حول إدارة المرض، تعد أحد العلاجات غير الدوائية التي تحظى بفعالية كبيرة، إذ يمكن لبرامج إعادة التأهيل الرئوي تحسين قدرة المريض على ممارسة الرياضة، وتقليل الأعراض، وتعزيز التفاعل مع إدارة المرض، وإنه في الحالات الشديدة من الـ«COPD»، خصوصاً لأولئك الذين يعانون من فشل تنفسي مزمن، يعد العلاج بالأوكسجين أمراً مهماً. وهناك اهتمام متزايد في الإمارات باستخدام أجهزة الأوكسجين المحمولة، التي تسمح للمرضى بالحركة بحرية أكبر، وأن هذه العلاجات أصبحت متوفرة بشكل متزايد في الإمارات، مما يساعد المرضى على تحسين حالتهم الصحية بشكل أكبر، وتقليل التنويم في المستشفيات، وتحسين نوعية الحياة.

التدخين

كما لفت البروفيسور الزعابي إلى أن التدخين يعد السبب الرئيسي لمرض «COPD»، والإقلاع عنه هو الوسيلة الأكثر فاعلية لإبطاء تقدم المرض، من خلال حملات التوعية، يمكن تشجيع الأفراد على الإقلاع عن التدخين أو عدم البدء فيه، مما يقلل بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالـ«COPD»، إضافة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحسن من وظيفة الرئة، وتقوي العضلات، وتعزز القدرة على التحمل، حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي لمدة 30 دقيقة يومياً يمكن أن تحسن الأعراض بشكل كبير، وتقلل من الشعور بضيق التنفس، مما يعزز من نوعية حياة المرضى.

التزام

وأوضح البروفيسور بسام محبوب، رئيس قسم الجهاز التنفسي في مستشفى راشد، نائب رئيس جمعية الإمارات لطب وجراحة الصدر، أن الحدث يهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتسليط الضوء على أهمية التحرك الجماعي للتصدي لهذا المرض التنفسي، مما يعكس التزام المجتمع الإماراتي بتحقيق تأثير إيجابي في تحسين الصحة العامة، وأنه كان من المُلهم رؤية برج خليفة يتلألأ بألوان تدعم قضيتنا، مما يسلط الضوء على القوة التي نمتلكها عند العمل معاً. هذا الحدث لعب دوراً محورياً في رفع الوعي العام وزيادة الدعم لجهود الوقاية من مرض الانسداد الرئوي المزمن وتعزيز أهمية الكشف المبكر.

وستتضمن الأمسية سلسلة من المبادرات التعليمية الموجهة لرفع الوعي العام حول مرض الانسداد الرئوي المزمن، حيث تم تفعيل أكشاك تعليمية بإدارة مختصين في أمراض الجهاز التنفسي لتقديم استشارات فورية للحضور، بينما سيقدم الخبراء محاضرات متميزة تتناول أحدث الأبحاث وخيارات العلاج المتوفرة، إضافة إلى الجلسات التفاعلية حول التعرف على الأعراض، وتحديد عوامل الخطر، وأهمية تبني تغييرات في نمط الحياة للوقاية من المرض أو إدارته بشكل فعال.