«كالحديد حين يدخل النار فينصهر فيعاد تشكيله على نحو جديد» بهذه العبارة يختصر عبدالله المشرخ، قصة انضمامه للخدمة الوطنية، وآثارها على شخصيته وحياته عموماً.

عبدالله البالغ من العمر 28 عاماً، والذي انضم للخدمة الوطنية بمقتضى قانونها الذي صدر قبل 10 أعوام يقول: «حظيت بالشرف بدخول دفعة الخدمة الوطنية الحادية عشرة، وكانت تلك تجربة إثرائية كبرى، خرجت منها إنساناً جديداً».

ويواصل: «بعد اجتياز الفحوصات الطبية، لم أعد عبدالله المشرخ الذي أعرفه، انخراطي في الحياة العسكرية علمني أشياء كثيرة على رأسها الانضباط واحترام المواعيد، وكانت فترة معسكر التدريب في يناير 2019 هي أصعب المراحل وأجملها كذلك».

ويضيف: «الاستيقاظ بمواعيد، وهناك تمارين لياقة شاقة، والطعام بمواعيد، والتدريبات العسكرية في منتهى الصرامة، وإزاء هذه الضوابط يحس الإنسان أحياناً بأنه محاصر بالقيود، لكن مع الوقت يتأقلم ويستوعب ويحس أن شخصيته تغيرت إلى الأفضل».

انضباط

بعد الدورة التأسيسية في معسكر التدريب التحق عبدالله بمعسكرات حرس الرئاسة في سيح حفير، وعندئذٍ أحس أنه دخل الحياة العسكرية بالفعل. يقول: «هنالك وجدت مستويات الانضباط أشد، ولا مجال للتقصير، وهناك مسؤوليات على عاتق كل فرد ليس بوسعه التقاعس عنها، وفي المحصلة يسعدني أن أقول إني حظيت بشرف خدمة وطني، وأثريت ذاتي معرفياً وشخصياً إلى حد كبير».

قدوة

وعندما أنهى عبدالله فترة الخدمة الوطنية، سارع إلى استكمال دراسته العليا حتى حاز درجة الماجستير في إدارة الأعمال.. يعلق على ذلك قائلاً: «في الخدمة الوطنية استوعبت درساً مهماً من كبار الضباط، رأيت الكثيرين منهم رغم مهام عملهم الشاقة يواصلون دراساتهم في مجالات عدة، وقتها قلت لنفسي إن عليَّ أن أقتدي بهم».