في رحلة مليئة بالتحديات والدروس، اكتشف محمد الشامسي جانباً جديداً من شخصيته أثناء أدائه للخدمة الوطنية، وهذه التجربة لم تكن مجرد تدريب عسكري، بل محطة غنية بالمعاني والقيم التي أعادت تشكيل رؤيته للحياة والوطن، وأكسبته الانضباط والمسؤولية التي باتت جزءاً لا يتجزأ من يومياته.

ويؤكد محمد أن التحاقه بالخدمة الوطنية كان نقطة تحول حقيقية في حياته ووصف فترة الخدمة الوطنية برحلة بناء الشخصية، وقال: «قبل الخدمة، كنت أعيش حياة عادية دون أن أعي عمق قدراتي، ولكن هذه التجربة كشفت لي عن إمكاناتي الحقيقية، وعلّمتني أن الالتزام والصبر هما مفتاح النجاح».

وأشار إلى أن التدريب الذي خضع له خلال فترة الخدمة أسهم بشكل كبير في تنمية مهاراته الشخصية، بدءاً من تحمل المسؤولية وحتى العمل الجماعي، مضيفاً أنه تعلم كيف يواجه الصعوبات بثبات، وكيف اتخذ قرارات مدروسة تحت الضغط، وهذه المهارات اعتبرها من أهم مكاسب هذه التجربة.

وأضاف الشامسي أن الخدمة الوطنية كانت أيضاً فرصة لاكتساب مهارات جديدة يمكن تطبيقها في الحياة اليومية، موضحاً أنه اكتسبت مهارات مثل إدارة الوقت والانضباط، وهي أمور انعكست إيجابياً على حياته الشخصية والمهنية، وأصبح أكثر تنظيماً ووعياً بأهمية العمل الجماعي، مما أسهم في تعزيز قدرتي على تحقيق أهدافه.

وأشار إلى أن أحد أبرز التأثيرات التي تركتها الخدمة الوطنية فيه هو الشعور العميق بالولاء والانتماء، يقول: «عندما كنت أقف في الصفوف الأولى بجانب زملائي، شعرت بفخر كبير لأنني جزء من منظومة تعمل من أجل حماية الوطن، وأدركت حينها أن حماية الوطن مسؤولية مقدسة وشرف كبير».

وتحدث محمد عن التزامه بنقل هذه القيم لأخواته وأقاربه، مؤكداً أنه سيشارك أبناءه مستقبلاً بتفاصيل هذه التجربة لتكون مصدر إلهام لهم. وقال: «سأروي لهم كيف ساعدتني الخدمة الوطنية على أن أكون إنساناً أفضل وأكثر وعياً بمسؤوليتي تجاه وطني، وسأحرص على تربيتهم على القيم ذاتها التي تعلمتها، ليكونوا مستعدين لخدمة وطنهم بكل إخلاص».