أسهمت جهود المغفور لهما، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، في مسيرة التطور الرياضي على مدار عمر الاتحاد، من خلال العديد من المبادرات، التي ارتكزت على أن الشباب هم عماد الوطن، وحملة لواء المستقبل، لتصبح الإمارات الآن قِبلة يقصدها الرياضيون بمستوياتهم كافة من كل دول العالم، بعدما حظيت الرياضة بالرعاية منذ تأسيس الدولة عام 1971، بدءاً من تهيئة البنية التحتية بإنشاء الأندية والملاعب، وأسهم ذلك في زيادة عدد الألعاب الرياضية والأندية، والمنتخبات الوطنية، والمشاركات في المحافل الدولية، كما أثمر عن كم هائل من المنشآت الرياضية الحديثة، وتغيير في منظور أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، لتصبح الرياضة أسلوب ونمط حياة صحي ونشيط.

اللقاء الأول

تحدث سلطان صقر السويدي، الأمين العام السابق للهيئة العامة للرياضة، عن العديد من المبادرات والجهود الكبيرة لتطوير الرياضة، من قبل المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بقوله: «بدأت عملي الرياضي مديراً لرعاية الشباب في وزارة الرياضة في العام 1977، وعملت حينها في مبادرات بتوجيهات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ كان المغفور له، بإذن الله تعالى، يهتم كثيراً بالرياضة بشكل عام، وفي مقدمتها الكرة الطائرة والبلياردو، اللتين كان يمارسهما، إضافة إلى الرياضة التراثية بشكل خاص سواء البرية أو البحرية، وكنت عضواً وقتها في السباقات البحرية الشراعية والتجديف عام 1978».

شرف مقابلة

وتابع السويدي: «نلت شرف مقابلة الشيخ زايد بن سلطان قبلها بسنوات قليلة، إذ كان أول لقاء عام 1968، وبدأت منذ ذاك العام جهود الشيخ زايد بن سلطان في تطوير المنظومة الرياضية، ووضح ذلك بالحرص على حضور معظم نهائيات كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم وقتها، كما أن معظم المنشآت الرياضية أنشئت في عهده، وأبرزها افتتاح مدينة زايد الرياضية 1980، لتستضيف بعدها بعامين، بطولة كأس الخليج «خليجي 6».

روح رياضية

وأكمل سلطان صقر السويدي، قائلاً: «من المواقف الرياضية الشهيرة أيضاً للشيخ زايد بن سلطان، الحرص على لقاء المنتخب الوطني الأول قبل مشاركته في أي بطولة لكأس الخليج، وتذكير اللاعبين بضرورة التحلي بالروح الرياضية، والتعامل الجيد مع الأشقاء في دول الخليج، مع إيمان متزايد بأن الشباب هو نصف الحاضر وكل المستقبل، وكان يشدد على هذا الأمر في كل مناسبة، ومنها حضوره أول نهائي على كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم موسم 1974 - 1975، وتوج باللقب شباب الأهلي على حساب النصر».

مقار الأندية

تحدث الأمين العام السابق للهيئة العامة للرياضة، أيضاً عن مبادرات المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، قائلاً: «شهد عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ظهور العديد من المنشآت الرياضية الحالية، وفي مقدمتها مقرات أندية دبي، بعد أن كان هناك ملعب ترابي في نادي النصر، وأمر حينها بإقامة ملاعب لأندية الأهلي والشباب والوصل والنصر، وتولى الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم، الذي كان رئيساً لمجلس الإدارة الثالث لاتحاد الكرة خلال الفترة من 1974 وحتى 1975، تنفيذ المشروع على نموذج الأندية الإنجليزية، لتكون المنشآت ذات طابع رسمي ومتشابه، على أن تكون كل منشأة بنفس لون شعار كل نادٍ».

نهضة

وأضاف سلطان صقر السويدي: «كما أمر المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، أيضاً، عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء، بإقامة مقار لعدد من أندية المناطق الشمالية على نفقة الحكومة الاتحادية، ولتشهد الدولة نهضة كبرى في المنشآت الرياضية بداية من 1978، عندما تم الانتهاء من إقامة منشآت أندية دبي، وافتتاح استاد آل مكتوم كواحد من منارات الرياضة في الإمارات وأحدث ملاعبها، وحضرت شخصياً الافتتاح الذي جرى بمباراة ودية خاضها نادي النصر «العميد» مع ليفربول الإنجليزي».

النسخة الأولى

تذكر سلطان صقر السويدي قصة شهيرة للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم،، بقوله: «لعل من أهم الذكريات أن النسخة الأولى من كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، كانت هدية من المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتبدأ فصول الحكاية عندما قرر اتحاد الكرة برئاسة الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم، وكنت أتولى حينها منصب الأمين العام للاتحاد، تنظيم أول نسخة من كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكان مجلس إدارة الاتحاد يبحث عن كأس قيمة تمنح للبطل في تلك البطولة الغالية على قلوب الجميع، وتحدثت معه عن كأس رأيتها في مكتب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وذهبنا إلى لقائه، وطلب منه الشيخ مانع الكأس لمنحها للبطل، وكانت هدية من الشيخ راشد، طيب الله ثراه، ليفوز شباب الأهلي بأول كأس في تلك البطولة».

بطاقة التأهل

اختتم الأمين العام السابق للهيئة العامة للرياضة قائلاً: «المغفور لهما، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، كان لهما جهود وفضل في تطوير الحركة الكشفية، وأقيم بالفعل معسكر زايد الكشفي، وكان أول تجمع عربي للكشافة العربية برئاسة عيد بخيت، الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس الجمعية الكشفية، إلى جانب الاهتمام الكبير برياضة المرأة، والرياضة العربية بشكل كبير، وأتذكر منها البطولة العربية للكرة الطائرة في صالة نادي الشارقة عام 1978، وشهدت البطولة اجتماع الاتحاد العربي للعبة، واستقبل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في مكتبه، رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، ومن اللقاءات الشهيرة كذلك، عندما استقبل الشيخ زايد بن سلطان عام 1989، المنتخب الوطني الأول فور عودته من سنغافورة، بعد حسم بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا 1990، وهذا الاستقبال أسهم كثيراً في دفع الحركة الرياضية، وكرة القدم بصورة خاصة في الدولة».

تدين الرياضة الإماراتية بكل ما حققته من إنجازات وبطولات، إلى من وضع اللبنة الأولى وأسس لطموحات وأحلام قادمة تليق باسم دولة الإمارات الفتية، المغفور لهما بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، اللذين رسّخا أسس الاتحاد، ورسما دروباً من نور لأجيال قادمة من أبناء الوطن من أجل أن تتبوأ يوماً ما، منصات التتويج وتظفر بالبطولات وترفع علم الإمارات عالياً خفاقاً أبد الدهر.