بدأت القصة برغبة رجل في تحقيق حلمه بحياة جديدة، تمثل له رحلة إلى مستقبل مشرق، وبعد الاتفاق مع أهل العروس على النظرة الشرعية كاد العريس الشاب أن يطير من الفرحة والسعادة والرضى، بسبب جمال عروسه ونضارة بشرتها، وخلال فترة الخطوبة كانت سعادته تكبر يوماً تلو الآخر، إذ كانت تحرص على الظهور بأجمل هيئة.

الصورة الوردية التي رسمتها له تبدلت، ليظهر وجهها الحقيقي بعد الزفاف، فلا بشرة نضرة ولا جمال ولا حتى قوام ممشوق كما كان يظن، لتتبدل الأحوال سريعاً، فما إن أزالت مساحيق التجميل عن وجهها، والرموش والشعر المستعار، حتى أصيب بالصدمة، وخيبة الأمل، ووجد نفسه أمام واقع مرير لم يتمكن من رؤيته من قبل، لأنها كانت تخفي حقيقتها دائماً خلف قناع «المكياج»، ليتأكد الزوج المخدوع أن كل ما شاهده كان عبارة عن إضافات وخدع، وليقرر الانفصال عنها دون تردد، حيث لم تفلح مع الأمر محاولات الإصلاح الأسري.

وتعليقاً على القضية أكدت الدكتورة، شما القمزي، موجه أسري في محكمة الأحوال الشخصية بدبي أهمية الصراحة في بناء أي علاقة زوجية ناجحة.

وقالت إنه عندما يختار الشريكان الصدق منذ البداية، يتجنبان الكثير من الوقوع في المشكلات المستقبلية، لافتة إلى الدور المحوري للصراحة في تقوية الروابط العاطفية، وتثبيت أسس الثقة، مما يمنح كلا الطرفين طمأنينة وراحة نفسية.

ووجهت بضرورة أن يظهر الطرفان خلال فترة الخطوبة بشخصيتهما الحقيقيتين، ولا يتحدثان فقط عن إيجابياتهما، ولا يتغافلان عن سلبياتهما، لأن أساس البيت السليم هو الصراحة والصدق في المعاملة، وعدم المجاملة، وإظهار الحقائق ووضع الأمور في نصابها حتى تستمر الزيجة.

وأكدت الدكتورة القمزي أن التفاهم المبني على الوضوح يسهم في تجاوز الصعوبات والمشكلات المحتملة، والأهم من ذلك أن يكون كلا الزوجين على علم بجوانب شخصية الآخر، ما يعزز الاحترام المتبادل، ويضمن حياة زوجية قائمة على المودة والصدق.

ويشير الدكتور محمد نجفي، أخصائي علم النفس في دبي إلى أن كل طرف يسعى خلال فترة الخطوبة على الظهور بأفضل ما لديهما من طباع وأخلاق ومظهر، وهو ما قد يؤدي بعد الزواج إلى نتيجة عكسية من الممكن أن تنهي العلاقة بينهما، لأن كل طرف استطاع أن يبرز أجمل الصفات، ويتكلم بالكلام المعسول، ويخفي كثيراً من العيوب التي حتماً ستظهر بعد الارتباط، وأكد أن عدم الوضوح منذ البداية يؤدي إلى حدوث مشكلات قد تصل إلى الطلاق، حيث يشعر أحد الطرفين بالخداع أو عدم الصدق من شريكه، لا سيما في بداية العلاقة الزوجية، التي تحتاج إلى بناء الثقة.