برز الفتى الإماراتي أحمد الهاشمي نجماً ساطعاً يضيء سماء الإبداع، متجاوزاً الحواجز والعوائق، حيث حول معاناة التوحد إلى لحن بديع يعزفه على آلة البيانو ببراعة. أحمد، في ربيعه 14، ليس مجرد عازف ماهر، بل هو مؤلف موسيقي موهوب، حول آلامه إلى أنغام رقيقة، وأحلامه إلى مقطوعات ساحرة.

لم يكن التوحد عائقاً أمامه، بل كان حافزاً له على استكشاف عالم جديد، عالم مليء بالأصوات والألحان التي تجد صدى عميقاً في قلبه، حيث عاش أحمد لحظة فارقة في مسيرته بالفوز بجائزة مرموقة في مهرجان السينما العالمي بالعاصمة الفرنسية باريس.

الجائزة ليست مجرد تكريم لإنجازاته الفنية، بل اعتراف بدوره في تعزيز الشمولية وتغيير النظرة إلى الأشخاص ذوي الإعاقات، ففي لحظة تسلم أحمد الجائزة، وهو يقف على منصة التتويج، تذكر كل لحظة عناء، وكل تحدٍ واجهه، كيف استطاع أن يتواصل مع العالم من حوله بلغة لا تترجمها الكلمات.

إن تكريم أحمد الهاشمي هو تكريم لكل من يؤمن بقوة الإرادة والإصرار، إنه دعوة لنا جميعاً للاحتفال بالتنوع والاختلاف، وأن نتعلم من بعضنا البعض، ونستلهم من قصص نجاح الآخرين، فالإبداع يتحقق عندما تتلاقى الموهبة والإصرار، ولا حدود للإبداع عندما يكون القلب مليئاً بالحب والعطاء.

أحمد مصاب باضطراب طيف التوحد، يمتلك قدرة استثنائية على التعرف على جميع النوتات الموسيقية، ما مكنه من الحصول على جائزة مرموقة تقديراً لجهوده الاستثنائية في استخدام الموسيقى وسيلة لتعزيز الشمولية والتبادل الثقافي ضمن مهرجان «السينما العالمي» الذي أقيم في باريس، الذي يهدف إلى الاحتفاء بالتنوع الثقافي والتراث من خلال الإنجازات السينمائية والفنية، ما يتماشى تماماً مع رسالة أحمد في تعزيز الشمولية عبر فنه.

ويعد أحمد أول إماراتي يتلقى هذا التكريم الخاص. وقالت والدته إيمان العليلي: «رحلته الموسيقية بدأت في سن السابعة وقادته للعزف في دول عدة حول العالم، وهذه الجائزة تبرز جهده المستمر في الموسيقى وإسهامه في رفع مستوى الوعي حول التوحد».

وبالنسبة لأحمد، يعد هذا التكريم أكثر من مجرد اعتراف بموهبته الموسيقية، فهو يعكس قوة الإبداع في كسر الحواجز وتعزيز التفاهم. وأضافت والدته: «الموسيقى كانت دائماً طريقته للتواصل مع العالم، وهي الوسيلة التي يعبر بها عن مشاعره وأفكاره وأحلامه».

ويتميز أحمد بموهبة موسيقية استثنائية، إذ يستطيع عزف مقطوعات معقدة لكبار الموسيقيين العالميين، مثل بيتهوفن وموزارت وشوبان دون الحاجة للنظر إلى المفاتيح، إضافة إلى موهبته في تأليف مقطوعات موسيقية أصلية، ما يجعله من أبرز الموسيقيين الشباب الواعدين في الإمارات.

وقدم أحمد 100 عرض موسيقي على الصعيدين المحلي والدولي، بما في ذلك دول مثل المملكة العربية السعودية، ومصر، وكوريا، وكندا، وأذربيجان، كما يعد أول إماراتي يقوم بتأليف موسيقاه الخاصة.