تتجول حمدة باوزير الموظفة في شرطة دبي بين أروقة المباني، عينها تلتقط كل تفصيلة، قلبها ينبض بحماس لتغيير هذا العالم، ترى في كل زاوية فرصة لتحسين حياة الآخرين، وفي كل تحدٍ دعوة للإبداع.
إنها فنانة تلون الحياة بألوان الشمولية، مهندسة تبني جسوراً بين الأشخاص، وملهمة تشعل شمعة الأمل في قلوب الكثيرين من رحاب الإمارات، حيث يلتقي الطموح بالإبداع، تطل علينا حمدة الشابة الطموحة التي تحمل في قلبها شغفاً بتغيير العالم من حولها، والتي أثبتت أن الإعاقة لا تحد من الإمكانات، سطعت نجمة مضيئة في مجال التصميم الدامج، لتثبت للعالم أن الإبداع لا يعرف حدوداً.
حمدة، التي ولدت بإرادة حديدية، لم تستسلم يوماً للإعاقة التي واجهتها. بل حولت تحدياتها إلى دافع قوي للنجاح. فبدأت رحلتها نحو القمة، مدفوعة بحبها للآخرين ورغبتها في بناء مجتمع أكثر شمولية. وقد توجت جهودها بحصولها على شهادة مختص معتمد من الرابطة الدولية للأخصائيين في إمكانية الوصول، لتنضم إلى نخبة من الخبراء في هذا المجال. ولم تكتفِ حمدة بالإنجاز الأكاديمي، بل تجاوزت ذلك لتشارك خبراتها مع الآخرين.
فبصفتها مدرباً معتمداً في شرطة دبي، أسهمت في رفع الوعي بأهمية التصميم الدامج، مؤمنة بأن كل فرد يستحق أن يعيش حياة كريمة. وقد تركت بصمتها في العديد من الفعاليات المحلية والعالمية، حيث قدمت ورش عمل ومحاضرات حازت على إعجاب الحضور.
تؤمن حمدة أن التصميم الدامج هو مفتاح لبناء مجتمع متماسك ومتكامل. فمن خلال توفير بيئات مناسبة لجميع الأفراد، يمكننا تمكين الجميع من المشاركة الفعالة في الحياة، وقد وجدت في شرطة دبي الداعم الأكبر لها، حيث قدمت لها كل الدعم والتشجيع لتحقيق أحلامها.
تقول حمدة بحماس: أريد أن أرى عالماً يتسع للجميع، عالماً حيث لا يشعر أحد بالاستثناء. وأنا فخورة بأن أكون جزءاً من هذا التغيير. حمدة باوزير، نموذج يحتذى به للشباب العربي، أثبتت أن الإعاقة لا تحد من الإبداع، وأن الطموح هو مفتاح النجاح، وقد ألهمت الكثيرين لتجاوز تحدياتهم والسعي لتحقيق أحلامهم.