حدد علماء بحار هوية صوت غامض انبعث من أعماق المحيطات، وبالتحديد في نقطة تلاقي بين المحيطين الهندي والهادئ قرب السواحل الأسترالية.
وكان العلماء قد حددوا أن هذا الصوت «بيولوجي المصدر»، ثم اكتشفوا أنه عبارة عن أحاديث متبادلة بين «حيتان المنك» الضخمة. وما أثار دهشة العلماء هو الاحترام المتبادل خلال تواصل الحيتان فيما بينها، إذ تصمت مجموعة الحيتان حين يتحدث أحدها، تماماً كما يفعل البشر خلال دخولهم في نقاش.
وحسب صحيفة «ميرور»، يعود اكتشاف الضجيج الغريب للمرة الأولى في يوليو 1982 من قبل باحثين نيوزيلنديين خلال محاولتهم توثيق أصوات الأعماق البحرية في منطقة فيجي الساحلية، من خلال استخدام أجهزة «هيدروفونية»، تسحبها السفينة البحثية خلفها، على عمق نحو 200 متر تحت الماء، لتسجيل الصوت.
لكن النبض المجهول، الذي أطلقوا عليه «بيو داك» كان من الصعب جداً التعرف عليه في ذلك الوقت، أو أقله تحديد نوعيته ومصدره، حسب الباحث الأسترالي روس تشابمان من جامعة فيكتوريا.
وبعد دراسات استمرت 4 عقود، لم يتمكن تشابمان وفريقه من تحديد هوية الصوت أو مصدره، حتى أعلن علماء من نيوزيلندا ومواقع بحرية أخرى في أستراليا رصد الصوت نفسه وبشكل متكرر، وعندها اعتبروا أنه من غير الممكن أن يكون ناجماً عن بركان أو تحركات غواصة، في أكثر من مكان بنفس الوقت، لذلك استنتج الباحثون أن الصوت لا بد أنه ينتمي إلى كائن حي.
وربط العلماء الضجيج الغامض بالأصوات، حيث تم اكتشاف أنها لغة التخاطب بين «حيتان المنك»، التي استقرت في منطقة حوض القطب الجنوبي كموطن لها في سبعينيات القرن الماضي، بعد تعرض موطنها الأصلي لزلازل.
وبعد مقارنة البيانات، اعتبروا أن هذا الصوت منبعه هذا النوع من الحيوانات البحرية الضخمة، وهو عبارة عن محادثة بين مخلوقات متعددة.