في تطور يُبرز النفوذ المتزايد لرجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، تتوالى التقارير حول تأثيره المتنامي في المشهد السياسي العالمي، فمن واشنطن إلى لندن، ومن أوكرانيا إلى الأرجنتين، يبدو أن ماسك يعيد تعريف دوره كلاعب ليس فقط في عالم الأعمال، بل في الجغرافيا السياسية أيضًا.

ثروة

بعد أن أصبح أول شخص تتجاوز ثروته 400 مليار دولار، واصل ماسك تعزيز مكانته المالية، مضيفًا 86 مليار دولار في ستة أيام فقط، ليقترب من حاجز نصف تريليون دولار، لكن طموحاته تتجاوز الأرقام؛ فهو الآن لاعب رئيسي على المسرح السياسي، محاورًا زعماء وقادة حول العالم.

المملكة المتحدة

في خطوة أثارت اهتمام الأوساط السياسية البريطانية، أجرى ماسك لقاءً مع السياسي اليميني المتشدد نايجل فاراج، زعيم حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، المحادثات تضمنت نقاشات حول تمويل الحزب، مع تقارير تفيد بأن ماسك يدرس تقديم دعم مالي أولي بقيمة 100 مليون دولار.

فاراج وصف اللقاء بأنه خطوة لتعزيز جهود حزبه وزيادة الاحتراف السياسي، مستلهمًا استراتيجيات ماسك الناجحة في الولايات المتحدة.

أوكرانيا

لم يقتصر تدخل ماسك على السياسة المحلية، بل امتد إلى ساحات الصراع، فخلال مكالمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، طمأن ماسك زيلينسكي باستمرار دعمه لأوكرانيا من خلال أقمار "ستارلينك" الصناعية، التي قدمت دعمًا استراتيجيًا حيويًا للقوات الأوكرانية منذ بداية الحرب مع روسيا.

الأرجنتين

في أمريكا الجنوبية، بنى ماسك علاقة وثيقة مع الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي، هذه العلاقة تحمل أبعادًا اقتصادية، حيث تتمتع الأرجنتين باحتياطيات هائلة من الليثيوم، المعدن الذي يُعد عنصرًا أساسيًا لبطاريات سيارات تسلا الكهربائية.

شبكة نفوذ عالمية

وفقًا لتقارير، يجري ماسك محادثات مع قادة آخرين حول العالم، ما يثير تساؤلات حول نواياه الحقيقية. هل يسعى ماسك إلى إعادة تشكيل السياسة العالمية بصفته رجل أعمال يتطلع إلى توسيع نفوذه، أم أن طموحاته تعكس رؤية أعمق للعب دور محوري في القضايا الدولية؟

في وقت لا تزال فيه السياسة العالمية في حالة تغير مستمر، يبقى ماسك شخصية محورية تجمع بين الثروة والنفوذ، مع القدرة على إحداث تغييرات تتجاوز حدود المال والأعمال.