مثلت قمة بريكس الأخيرة في مدينة قازان الروسية، قصة نجاح للمجموعة، مثلما قدمت صورة مناقضة لمحاولة الغرب عزل روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين الذي ظهر وهو يستقبل العشرات من زعماء العالم على هيئة لم يرغب قادة الدول الغربية في رؤيتها، الأمر الذي عبر عنه سياسيون وخبراء في هذه الدول.

وعقدت قمة منظمة «بريكس» الـ16 في مدينة قازان الروسية، في الفترة بين 22 و24 من أكتوبر الجاري، علماً أن روسيا، التي تتولى رئاسة المنظمة للعام الجاري، تنظم أكثر من 200 فعالية سياسية واقتصادية واجتماعية تحت شعار «التعددية من أجل عدالة التنمية والأمن في العالم».

وشارك في القمة 36 دولة، بينها 22 على أعلى مستوى وقيادات 6 منظمات دولية، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

محاولة فاشلة

خبير العلاقات الدولية والسياسي الأمريكي جون ميرشايمر يرى أن «بوتين يتفوق على الغرب بتغلبه على العقوبات وينتصر في أوكرانيا». وتنقل وكالة سبوتنيك عن ميرشايمر قوله خلال مقابلة على قناة «Judging Freedom» في «يوتيوب»: «كل ما يحدث، هو دليل آخر على أن بوتين هو الرابح، فهو يتغلب على العقوبات، وينتصر في ساحة المعركة، كما أنه ليس منبوذاً».

ويوضح أن محاولة الولايات المتحدة عزل الرئيس الروسي دولياً وتحويله إلى شخص منبوذ، فشلت فشلاً ذريعاً، مستشهداً بقمة «بريكس» التي حظيت بحضور دولي كبير.

ويضيف إن «بريكس» مؤسسة مثيرة للإعجاب، وتثبت أنها ستكون أكثر تأثيراً مع مرور الوقت، لافتاً إلى أن هذا خبر سيء للولايات المتحدة ولكنه جيد لبوتين.

وكان بوتين أكد خلال كلمته في قمة بريكس، أن الحملة العاصفة التي شنها الغرب لعزل روسيا بعد انطلاق العملية العسكرية الخاصة، باءت بالفشل الذريع.

وعقدت قمة بريكس السادسة عشرة في مدينة قازان الروسية، وهي منظمة دولية اقتصادية، تم إنشاؤها عام 2006 من قبل روسيا والهند والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا، كما انضمت إليها لاحقاً الإمارات والسعودية ومصر وإثيوبيا وإيران.

عامل فاعل

تمثل بريكس مع الوقت عاملاً فاعلاً في إعادة بناء عالم متعدد الأقطاب، ومن ذلك إصلاح شامل للأمم المتحدة، وتوسيع مجلس الأمن الدولي ليعكس العالم المختلف جذرياً اليوم، بحسب محلل الدبلوماسية الجيوسياسية والاقتصادية ومؤسس معهد إيماجينديا روبيندر ساشديف،، الذي تنقل عنه وكالة سبوتنيك تعليقاً على إعلان قازان لبريكس، يقول فيه إن الأعضاء أكدوا دعمهم لإصلاح شامل للأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن.

بريكس يمكنها الإسهام في تغيير الأمم المتحدة من خلال استراتيجية ثنائية المسار، تشمل الضغط طويل الأمد من أجل الإصلاح واستراتيجيات قابلة للتنفيذ في المدى القريب.

ويواصل مستخدمو الإنترنت والخبراء تقييم قمة بريكس، مشيرين إلى أن المشهد الجيوسياسي يشهد بعض التغييرات، مع ظهور لاعبين أقوياء جدد في العالم، الأمر الذي عبر عنه رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي الشهير روبرت كيوساكي بقوله نحن (الولايات المتحدة) نطبع الأموال ونقوم بتوزيعها في جميع أنحاء العالم. ولكن بقية العالم ينتج الغذاء والذهب والفضة والتكنولوجيا، كما تنقل سبوتنيك.

صيغة جديدة

في القمة الأخيرة، ولدت صيغة جديدة أضافت مزيداً من الزخم للمجموعة، اسمها شركاء بريكس. وأقرت بريكس هذه الصيغة في الإعلان الرسمي لقمة قازان، حيث ذكر الإعلان أن «توسيع شراكة مجموعة بريكس مع الاقتصادات الناشئة والدول النامية سيسهم بشكل أكبر في تعزيز روح التضامن والتعاون الدولي الحقيقي لصالح الجميع».

وكان الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أول من أعلن أن بلاده أصبحت دولة شريكة في المجموعة، وكان مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أعلن في وقت سابق أن 13 دولة تتنافس للحصول على هذه الشراكة.

هذه الصيغة تعني أن الدولة في حالة بديلة عن العضوية الكاملة، ما يسمح لها بالتعامل مع «بريكس» لكن بدون حقوق التصويت. لكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف سبق له أن ألمح، في وقت سابق من هذا العام، إلى أن وضع الشريك سيكون «قريباً من العضوية قدر الإمكان».

وأصبحت كوبا أول دولة تعرب رسمياً عن اهتمامها بهذا الترتيب الذي يضم 13 دولة، إلا أن أسماء هذه الدول لم تُعلن بشكل رسمي، الأمر الذي قد يحدث لاحقاً.