يجتمع قادة اقتصادات آسيا والمحيط الهادئ، من بينهم الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جينبينغ، في ليما هذا الأسبوع لعقد قمة في ظل تهديد حروب تجارية جديدة في عهد دونالد ترامب.

يجمع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) كل عام الدول الأعضاء الـ21 التي تمثل 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ومن المقرر أن تُعقد اجتماعات وزارية الخميس قبل قمة رؤساء الدول يومي الجمعة والسبت.

ويأتي حضور جو بايدن قبل شهرين من تسليمه مفاتيح البيت الأبيض لخليفته (وسَلفه أيضا) الجمهوري دونالد ترامب.

وسيكون طيف الزعيم الجمهوري حاضرا في القمة التي تهدف منذ عام 1989 إلى تعزيز النمو الاقتصادي والتعاون والاستثمارات في منطقة المحيط الهادئ.وقال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الكاثوليكية في البيرو أوسكار فيدارتي لوكالة فرانس برس "من المؤكد أن فوز ترامب سيكون له تأثير على قمة آبيك، بسبب اعتماده خطابا يتسم بطابع حمائي إلى حد ما".

خلال حملته الانتخابية، وعد رجل الأعمال بحماية الصناعة الأميركية، وهدد بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و20% على جميع المنتجات المستوردة، وصولا إلى 60% على المنتجات الواردة من الصين.

خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021)، أحدث دونالد ترامب اضطرابا عميقا في العلاقات الاقتصادية مع الصين من خلال شن حرب تجارية لإجبار بكين على شراء المنتجات الأميركية وإعادة توازن العجز التجاري.وفي اليوم التالي لإعادة انتخابه، دعا الرئيس الصيني إلى علاقة صينية أميركية تكون "مستقرة وصحية ودائمة (...) تتفق مع المصالح المشتركة للبلدين".

وتوترت العلاقات بين القوتين لسنوات بسبب النزاعات التجارية وأيضا بسبب وضع تايوان وقضايا حقوق الإنسان والتنافس التكنولوجي.

- "موقف أكثر تشددا" -

كذلك، هدد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% أو أكثر على المنتجات الواردة من المكسيك، العضو أيضا في منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك)،

إذا لم تكبح البلاد الهجرة غير الشرعية.ويشير مايكل شيفتر من مركز أبحاث الحوار بين البلدان الأميركية، ومقره في واشنطن، إلى أنه "في ما يتعلق بالقضيتين الرئيسيتين على جدول الأعمال في المنطقة، الهجرة والصين، سيتبنى ترامب موقفا وخطابا أكثر تشددا من بايدن".

ويضيف "مع ذلك، هناك خطر من أن الضغط على الحكومات في منطقة المحيط الهادئ للاختيار بين الصين والولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية ويعزز نفوذ الصين في أميركا اللاتينية".

وعلى هامش القمة، سيفتتح الرئيس الصيني شي جينبينغ الخميس مع نظيرته دينا بولوارتي ميناء تشانكاي العملاق الجديد في شمال العاصمة ليما.ويجسد الميناء الذي تموّله الصين بما يصل إلى 3,5 مليارات دولار، وسيحتوي في نهاية المطاف على 15 رصيفا، النفوذ المتزايد للعملاق الآسيوي في أميركا اللاتينية التي كانت تعتبر سابقا ضمن نطاق نفوذ الولايات المتحدة.

يؤكد أوسكار فيدارتي أنه "بالنسبة للولايات المتحدة، تمثل الصين تهديدا وهذا واضح لأن ترامب يؤسس دينامية المنافسة مع بكين".ولا يُستبعد عقد لقاء ثنائي على هامش القمة بين جو بايدن وشي جينبينغ. وسيسافر كلاهما بعد ذلك إلى قمة مجموعة العشرين في البرازيل.

وخلال هذه الدورة الحادية والثلاثين للقمة، تعتزم البيرو تسليط الضوء على موضوعات التجارة والاستثمار والابتكار والرقمنة،فضلا عن النمو المستدام.

ومن بين الأعضاء الآخرين، اليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وتشيلي وكندا وأستراليا والمكسيك وروسيا.

وستغيب الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، إذ لم تعترف بلادها بحكومة دينا بولوارتي منذ رحيل الرئيس اليساري بيدرو كاستيلو عام 2022.

كما سيغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.ونُشر أكثر من 13 ألف شرطي في العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة لتعزيز الأمن خلال القمة.