بينما تشتد وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تزداد وطأتها على ملايين المدنيين المهددين بشبح المجاعة، ومع استمرار الحرب لما يزيد عن السبعة عشر شهراً، تشير سلسلة من المسوحات التغذوية الأخيرة التي أجرتها مجموعة التغذية التابعة لوكالات الأمم المتحدة في جميع الولايات الثماني عشرة إلى تدهور مثير للقلق في الوضع التغذوي.
ويؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان أن هذا البلد يعد من بين البلدان الأربعة الأولى في العالم التي تعاني من أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، بنسبة تقدر بـ 13.6 في المائة. وأفاد حوالي 82 في المائة من الدراسات الاستقصائية الموحدة لرصد وتقييم الإغاثة والتحولات، أن معدل انتشار سوء التغذية الحاد بنسبة 15 في المائة وما فوق - وهو أعلى من عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
عتبة المجاعة
وسجلت المسوحات معدلات سوء التغذية الحاد الشامل بنسبة 30 في المائة وما فوق - وهي عتبة المجاعة، وتوقعت أن يتدهور الوضع الغذائي أكثر عام 2025 بسبب الصراع المستمر وتدهور خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة والنزوح.
وعلى الصعيد الميداني نفذ برنامج التغذية التابع لوزارة الصحة السودانية بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، تدخلات داخل معسكرات النازحين في ولايات القضارف، النيل الأبيض، كسلا، شرق دارفور، شمال دارفور، والنيل الأزرق بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، عبر تقديم خدمات المعالجة الخارجية لسوء التغذية، ومعالجة سوء التغذية المتوسط من خلال توفير الألبان والأغذية العلاجية في مراكز تقديم الخدمة داخل المعسكرات، وتحويل حالات سوء التغذية الحاد إلى أقرب مستشفى، بجانب توزيع الطعام العام بنسبة 50% للنازحين بالمعسكرات، بدعم من برنامج الغذاء العالمي.
ولفت تقرير برنامج التغذية إلى وجود صعوبات في عملية إيصال الأغذية لولايات دارفور وكردفان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، غير أنه أشار إلى محاولة حل ذلك من خلال التنسيق مع إدارة الطوارئ، ومفوضية العون الإنساني بالولايات.